اعلان بالهيدر

سد النهضة والأمن القومي



قنبلة مائية على وشك الاكتمال على فرع النيل الأزرق بعد شروع اثيوبيا في تخزين المياه خلف سد النهضة من دون اتفاق مُلزم.

وفي ظل فشل المفاوضات.. أفلحت إثيوبيا في إقناع الرأي العام السوداني أنّ السودان سوف يستفيد من كهرباء السدّ، بينما حقيقة الأمر غير ذلك فأثيوبيا لن تلتزم بذلك بعد اكتمال البناء وستتلاعب بالجميع.

ولماذا يقوم فريق عريض من الترهيب والتخويف من الحل العسكري ضد السد الذي يخنق مصر مائياً ويقطع عنها شريان الحياة، لقد جلسنا عشرة سنوات على مائدة المفاوضات ولكن تعجرف الطرف الأخر أفشلها كلها لكسب الوقت ليصبح الأمر امر واقع.

المجتمع الدولي لن يفعل لنا شيئا، فالعالم لا يحترم إلا القوي الذي يحمي مصالحه بنفسه، ولن يستطيع توقيع أية عقوبات علينا، فلقد شهد على المفاوضات وكان طرفا فيها، وإذا كان ليس من حقنا أن نضرب السد، فلماذا يشن الكيان الصهيوني ضربات في سوريا وإيران بحجة حماية امنه القومي، ولماذا تشن تركيا ضربات في الداخل السوري بنفس الحجة ولم يجرؤ المجتمع الدولي ولا غيره على النطق بكلمة.. اليس أمننا القومي المائي أولى وأكثر أهمية.

وما الذي يجعل اثيوبيا لديها يقين وثقة كبيرة أن مصر لن تدخل تستخدم الحل العسكري ضدها، ويجعل المتحدثين على لسانها يتعجرفون في تصريحاتهم مؤكدين انهم سوف يكملون بناء باقي السدود ومن ثم بيع المياه.

هل كنا نتفاوض بضعف فظنوا اننا لقمة سائغة، وهل يتوجب علينا الخروج من اتفاقية المبادئ التي يستند عليها الجانب الأثيوبي عبر عرضها على البرلمان لرفضها ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته، ونقرن القول بالفعل لفرض هيبتنا وتقليم اظافر من يحاول إيقاع الضرر بنا، وكسر غرور اثيوبيا ومن يقف خلفها.

**ياسر أبو الريش

كاتب وصحفي مصري


ليست هناك تعليقات