اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش: دبلوماسيون كغثاء السيل


قالت لي جدتي  ذات يوم  .. من خرج من داره  قل مقداره  .. ابتسمت  ولم افهم  معنى  هذا  الكلام  ... وبعد سنين  وسنين  علمت  ماذا كانت  تقصد جدتي رحمها الله.


يبدو ان  جدتي  كانت سياسية  من  الدرجة الاولى ويبدو ايضا ان حكمتها تلك  كانت  تقصد بها السفارات المصرية التي لا تهش ولا تنش ..فالسفارات  فقط  موجودة للتحصيل .. للتحصيل  من المصريين بالخارج.
والموجدوين بها تم وضعهم  لحضور الولائم  والعزائم .. فهم  لا يسعون لاغاثة ملهوف أو الوقوف بجوار مأزوم  أو حتى الدفاع عن مظلوم.
قلنا سيتغير الامر  بعد الثورة ولكن  لا حياة لمن تنادي  وظل  الامر على  ما هو عليه  وظلت تلك السفارات كغثاء السيل وجودها  كعدمه .. المصريون في الخارج  فاقدين  بها الامل  .حكومات  الدول  التي تقع  فيها  تلك السفارات  يعلمون  انها  مجرد روتين  وأنها  لا صوت لها .. وكلامي هذا ليس تجني عليهم أو اتهام بلا دليل .. فسوف اذكر ما عاصرته  لكي اؤكد كلامي الذي  يعرفه  الكثيرون من المصريين .
فحينما جاءت سيرة  السفارات والدول  القوية  التي تحافظ على اسمها من خلال سفاراتها  قالي لي صديقي محمد  جلال الذي يعمل في شركة الانماء العقارية الكويتية  أنه  وأثناء عمله في أحد المواقع الانشائية التابعة  للشركة  حدثت مشادة بين  أحد المشرفين المصريين واحد الفنيين الكوريين  الذين يعملون معه.. فذهب  الكوري  ليعود بعدها بدقائق ومعه اصدقائه الكوريين  وقاموا بضرب  المشرف  المصري  الذي  كان  يبلغ  من العمر الخمسون عاما وأصابوه  اصابات  بالغة  في وجهه ورأسه  وتم الاتصال بالشرطة  وتم  القبض علي هؤلاء  الكوريين  وأثناء عمل المحضر في قسم الشرطة ( المخفر) جاء سبعة  دبلوماسيين  من السفارة الكورية  لنجدة مواطنهم  وطرحوا حلول  تنقذ مواطنهم من المأزق لكن كل الحلول تنفذ الكوري وتظلم المصري.. فأتصل المشرف المصري الحاج عادل بالسفارة المصرية وقال لهم حقي بيضيع ارجوكم  انقذوني  قالوا له  صرّف امورك  لا دخل لنا واضطر الحاج عادل أن يتنازل عن المحضر ويتنازل معه عن حقه الذي سوف يضيع على كل حال.
وضاع حق الحاج عادل مع ضياع كرامة السفارة المصرية ولا عزاء للعزة  والانسانية   واغاثة الملهوف.
خلص نفسك انقذ نفسك قالها دبلوماسي  السفارة  المصرية كأنه يقول  له نحن ميتون  والضرب في الميت حرام .. ماذا لو كان هذا المسئول المصري هو الموجود مكان الحاج عادل وهو الذي أُهين وجاءه  هذا الرد الصاعق هل هذا المسئول  يشعر انه لا يستطيع  أن يفعل  شيئا  في  موقعه هذا .. فلماذا يستمر اذن  لماذا لا يترك موقعه  ومكانه لمن هو اكفأ منه، من هو اجدر منه  علي حل المشكلات وصنع هيبة الدولة لأن السفارة كما هو معروف  بمثابة  كرامة الدولة  التي تمثلها في الدولة الموجودة  بها.
طز في اي مسئول لا يراعي  الله  في ضميره ومهنته والمسئولية الملقاة على عاتقه.
وعليه  فإننا ندعوا قراؤنا التفاعل معنا وأن يكونوا مراقبين  لكل مسئول لا يعمل  ويتكاسل عن أداء  مهمته وعلي كل من لديه أي معلومات أو  قصة أن يرسلها  لنا وسوف  نتكفل  بنشرها على أعلى  المستويات  لفضح  كل من يهمل  امور ومصالح  الناس.
وسوف  نتابع  نشر تخاذل المسئولين .

وقفة:
يقول خيتي  أحد ملوك الاسرة الفرعوينة العاشرة  " ما جعل الله  للناس  روؤساء  إلا ليسند ظهور الضعفاء منهم".
انتهى الكلام.
ياسر ابو الريش
كاتب وباحث سياسي
fnar555@yahoo.com

هناك تعليقان (2)

مصطفى عبده يقول...

كلام رائع ورؤيه واضحه استاذ ياسر
ولعل بعد الثورات نجد من يعمل بجد
ومن يدافع عن حقوق الضعفاء
ومن يحفظ كرامه ابناء الوطن
تقديرى

غير معرف يقول...

المقالة منشورة في احد الصحف
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/04/12/291018.html