اعلان بالهيدر

البروفيسور..من حرم الجامعة الى حلبة السياسية


صدر مؤخرا عن دار المدينة في موسكو كتاب "البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو،
الشخصية البارزة في العالم الإسلامي"، متناولا في أكثر من مئتي صفحة من القطع المتوسط، سلسلة مقالات كتبها مفكرون وسياسيون عن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ودوره في مسيرة العمل الإسلامي المشترك. ويستعرض الكتاب الذي صدر باللغة الروسية، النقلة النوعية لحياة إحسان أوغلو المهنية، والوثبة الواسعة من حرم الجامعة إلى حلبة السياسة.
ويعرض مؤلفه "السفير بنيامين ف. بوبوف" إسهامات أوغلو، من خلال سرد موجز لسيرته الذاتية، باعتباره أحد الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي، مسلطا الضوء على دور الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في إثراء مسألة حوار الحضارات، والانتقال بها من خانة الدعوة إلى التعايش السلمي إلى حتمية التعاون البناء بين الشعوب والحضارات. 
جاء في مقدمة الكتاب التي كتبها مدير مركز شراكة الحضارات بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الخارجية التابع لوزارة خارجية روسيا الاتحادية بنيامين بوبوف: خلال العقود الثلاثة الماضية، نشأت نخبة إسلامية جديدة أجادت المعرفة والاطلاع على مكنونات الحضارة الغربية، وتميزت كذلك في الوقت نفسه، وهذا أمر طبيعي، بمعرفتها الواسعة بالحضارة الإسلامية التي كان لها إسهام عظيم في ما يعرفه عالم اليوم من تقدم وازدهار. ويُعَد الأمين العام الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، أحد النماذج الساطعة لهذه النخبة.

نقلة نوعية 
فدعونا نعرف من هو اوغلو:

وُلِد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى في القاهرة في عام 1943. وحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة عين شمس في عام 1966 ودرجة الماجستير في الكيمياء في عام 1970. وبعد إكمال دراسات الدكتوراه في جامعة أنقرة في تركيا في عام 1974، أجرى بحثه لما بعد الدكتوراه في الفترة من عام 1975 إلى عام 1977 بصفة زميل أبحاث في جامعة إكستر في المملكة المتحدة.
عمل عضواً في هيئة التدريس في عدد من كليات العلوم، ثم أصبح أول بروفيسور والرئيس المؤسس لقسم تاريخ العلوم في جامعة اسطنبول.
أكمل الدين الذي تخصص في الكيمياء، غلبه ولعه بتاريخ الدين وأصوله ومعرفة الأدب والثقافة والفنون على التخصص الذي اختاره. 
وفي أواخر السبعينات، أسس أوغلو مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا). وأصبح هذا المركز الذي تولى أوغلو رئاسته على مدى 25 عاما من أكبر المؤسسات في دراسة تراث وثقافة الحضارة الإسلامية. واضطلع المركز بمهمة عظيمة تمثلت في اطلاع شعوب العالم على إنجازات علماء المسلمين في مختلف المجالات.
كما عمل رئيساً للاتحاد الدولي لتاريخ العلوم وفلسفتها بين عامي 2001 و2005. وهو عضو في جمعيات دولية مختلفة ومجالس علمية ومجالس استشارية لعدد من المؤسسات الأكاديمية والمراكز والمعاهد وهيئات تحرير كثير من المجلات في العديد من الدول الإسلامية والغربية. كما نشر عدداً من الكتب والمقالات والأبحاث باللغات التركية والإنجليزية والعربية حول العلوم وتاريخ العلوم والثقافة الإسلامية والثقافة التركية والعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي والعلاقات التركية ـ العربية

تم انتخاب إحسان أوغلو أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي في تصويت سري أثناء مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية بإسطنبول عام 2004. ورُشح لهذا المنصب بفضل مواهبه العديدة بوصفه عالما موسوعيا متألقا وخطيبا بليغا مفوها وشخصية اجتماعية بارزة.
ويُعَدّ البروفيسور أوغلو، أول من يُنتخَب بالتصويت كأمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تجمع في عضويتها 57 دولة عضواً.
ولم ينحصر نبوغ أوغلو في معرفته المتقنة للغات الغربية فقط، بل أجاد اللغة العربية، وهو مطلع بشكل كبير على تعقيدات قضايا العلاقات الدولية والأوضاع الصعبة التي يعيشها العالم الإسلامي، كما أنه واعٍ بحجم التفاوت القائم بين مستويات دوله الأعضاء من حيث التطور الاقتصادي والثقافي والتعليمي وغير ذلك.
ويعود لأوغلو الفضل في إشاعة ونشر الوعي في العالم الإسلامي بوحدة مصالحه المشتركة على الرغم من تنوع مجتمعاته.
بعد أقل من سنة من تسلم البروفيسور إحسان أوغلو منصبه، انعقدت في أواخر عام 2005 الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي بمكة المكرمة، والتي تم خلالها اعتماد برنامج العمل العشري الذي يتضمن تحديد الوسائل والسبل الكفيلة بتطوير فاعلية منظمة المؤتمر الإسلامي وتعزيز وتنسيق العمل السياسي بين الدول الأعضاء والارتقاء بالتعاون الاقتصادي وتشجيع التبادل التجاري، وكذلك صياغة الميثاق الجديد للمنظمة.
ولم يكن من المستغرب أنه أثناء القمة الإسلامية في السنغال في شهر مارس 2008، وتثمينا وتقديرا لخدماته تم التمديد له في منصبه لولاية ثانية، وقد جرت العادة على أن الأمين العام يُنتخَب لفترة واحدة تدوم أربع سنوات، وذلك في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية السنوي. لكن في هذه المرة تم تمديد مأمورية الأمين العام إلى خمس سنوات، حيث سيبقى إحسان أوغلو على رأس المنظمة حتى عام 2014
وهو يجيد التركية والإنجليزية والعربية وله معرفة عملية بالفرنسية والفارسية. وهو متزوج وأب لثلاثة شبان.


الجدير بالذكر ان منظمة المؤتمر الاسلامي هي ابنة شهر سبتمبر عام 1969 وابنة الطموح الدائم في ان ينهض العالم الإسلامي من جديد.

من كلماته: أن العالم الإسلامي يواجه مشكلات داخلية وليس تحديات خارجية أن هذا التشخيص سليم وهذا هو التحدي الذي تواجهه هذه الدول.

ياسر ابو الريش
كاتب صحافي وباحث

تم الرجوع لعدة مصادر

هناك تعليقان (2)

انتصار الحريري يقول...

مرحبا بالخير والحق والحسن والحرية ........
ولمن يبحث عنهم ويفني في سبيلهم العمر
جزاك الله خيرا لما نقلت

غير معرف يقول...

اختنا العزيزة انتصار بارك الله فيكي واكرمك
شكرا لمرورك الكريم
اخوك ياسر