#لاتنهزم_نفسياً.. #وقاوم

وقفت منتظراً أن يتم عمل التحليل ثم المسحة، أدخلني الممرض المسئول وأعطاني التعليمات الضرورية. 

بعد الإنتهاء وأثناء انتظار النتيجة بدأ التوتر وبدأت الأفكار السلبية تتراكم في عقلي من كل حدب وصوب.. ماذا ستكون نتيجة التحليل.. وهل سيتم اعادة التحليل مرة اخرى مثل بعض زملائي. 

ماذا اذا كانت النتيجة ايجابية هل هذه تكون النهاية، أم مازال هناك فسحة من الأمل.. 

هل سيظهر التحليل كل شيئ وكل التاريخ المرضي وادق انواع الفيروسات؟ هل من الممكن أن يؤثر قلقي وحزني علي النتيجة. 

هل من الممكن أن تظهر النتيجة الإنكسارات التي عانيت منها والهزائم التي واجهتها.. والخذلان الذي اسميته تجارب، هل من الممكن أن يمر من خلال دمنا كل تجاربنا والآمنا وحتى الحب الذي وفُقنا فيه أو اخفقنا.

حانت وقت إعلان النتيجة، انتظرت طويلا ومرت الدقائق تلتها الساعات بطئية ثقيلة، ليس خوفا منها وإنما كرها في الإنتظار الذي يسرق أرواحنا بلاهوادة ولا مبرر. 

نظر إلي المسئول وهو يقول ألم تسمع الحكمة التي تقول ‏يأتي على الناس زمان تكون العافيه فيه عشر أجزاء

تسعه منها في اعتزال الناس وواحده بالصمت..  وفي زمن الاوبئة الإعتزال اوجب. 

ربت علي كتفي مبتسما وقال الوهم نصف الداء..والاطمئنان نصف الدواء.. والصبر بداية الشفاء..

الفيروس اضعف مما تتخيل مع الحالة النفسية الجيدة، أما اذا تملكك الإحباط والإكتئاب فستكون مثل نملة سقطت في البحر.

يا أهلا بالمعارك والتحدي.. هكذا حدثتني نفسي مستعينة بالله لتمر فترة العزل سريعاً بعد أن اشغلت وقتي فيها بالقراءة التي اعشقها.. 

مرت وكأنها دور برد عادي لا قلق فيه ولا ازمات، وساعتها عرفت لماذا يتم تهويل الأمور بشكل كبير، يتم التهويل لإحباط الناس وتخويفهم لتدمير مناعتهم نفسياْ لحصد اكبر نسبة من الأرواح عبر فيروس ضعيف لا يستقوى إلا على ذوي الحالات النفسية السيئة..

إناس فاقت اعمارهم الثمانين شفيوا منه لتفاؤلهم وتمسكهم بالثقة.. 

فابتسم ولا تقلق.. خذ احتياطاتك ولا تبالغ.. انتبه ولا تجعل حياتك جحيم.. وثق بالله وأعلم أن الحياة لن تفعل بك اكثر مما كتبه الله لك.

#ياسر_أبوالريش
كاتب وصحفي مصري