فلفل شطة.. أفكار كسرت الحواجز وألغت المسافات بين القارئ والمؤلف

الكاتب المبدع هو من يترك أثراً في نفس قارئه، من يكسر الحواجز ويلغي المسافات بينه وبين القراء، من يشعرك أنه منك وأنت منه، همومك هي همومه، ما يشغله نفس ما يشغلك، هي معادلة شديدة التعقيد وخلطة بحثت عنها في عديد كتب لمؤلفين ذائعي الصيت لكن ما أن امسك بطرف خيط هذه الخلطة حتى تتبخر، ويصيبني داء الملل وأحيانا الضجر فأهجر الكتاب إلى غير رجعه!

والحقيقة، عندما سنحت لي الفرصة لاقرأ كتاب "فلفل شطة" كان طيف هذه القناعة حاضراً، خصوصاً أنها المرة الأولى التي اقرأ فيها للكاتب والإعلامي والصحافي ياسر أبو الريش - وهذا جهل مني لا تقصير من الكاتب- لكن هذه القناعة سرعان ما تلاشت بمجرد ما أبحرت بين دفتي هذا الكتاب الذي أبهرني لغةً ورسالةً.

في عصر السوشيال ميديا والثقافة الاستهلاكية قليلون أولئك المؤلفين القادرين على جذب انتباه القارئ، من يسرق عقلك ومشاعرك ويأسرها وكأنه ساحر عتيق سيقت له كل الحيل.

وهذا ما شعرت به - دون مبالغة - وأنا أقرأ هذا الكتاب وما يحمله من تجارب حياتية وقيم إنسانية تلامس كل واحد منا. 

نادرة هي اللحظات التي اشعر فيها وأن اقرأ مؤلفا ما أن قلبي يسابق عقلي في مطاردة الفكرة وهو متحفزا لها، مشدودا بها ومأسورا برسالتها الإنسانية التي تثقل حياتي الشخصية والاجتماعية. 

فشكراً أيها المؤلف، لأنك كسرت الحواجز والغيت المسافات بينك وبيني أنا القارئ، شكرا لأنك جعلتني أحد أبطال كتابك وأكاد أجزم أن هذا شعور كل من يقرأ هذا المؤلف الدسم في أفكاره وقيمه التي تطرق أبواب حياتنا وقلوبنا ونفوسنا في كل لحظة نعيشها.

**جمال الملاح

كاتب صحفي