سوريا عام على الأزمة ولا جديد

عام على اندلاع الثورة السورية، عام ولم يقتنع طرفي الصراع في سوريا على حل يرسو بدولتهم إلى بر الأمان، عام كامل على الثورة كانت حصيلة القتلى فيه كما ذكرت منظمة الأمم المتحدة أكثر من تسعة آلاف، في حين أشارت المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين أن نحو 230 ألف سوري فروا من ديارهم خلال العام المنصرم، كما أكدت الهيئة أن عدد المفقودون ما يقارب 5000 شخص، في حين وصل عدد المعتقلون إلى 6000، كما شهد هذا العام تدمير عدة مدن بأكملها في سوريا، وألقى شبح الكارثة الإنسانية على البلاد، بعد أن تم اقتحام 22 مدينة وبلدة وقرية عسكريا من قبل قوات النظام.
عام على الثورة فقدت دمشق بالإضافة إلى دماء أبنائها مليارات الدولارات من الإيرادات التي خسرتها من مبيعات النفط الخام والسياحة، كما تراجعت قيمة الليرة السورية حوالي النصف وتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية والمبادلات التجارية للدولة.
وشهد هذا العام أيضا الكثير من الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، فقد شهد مجلس الأمن عدة جلسات لفرض عقوبات واتخاذ تدابير ضد سوريا اصطدمت بفيتو صيني روسي مزدوج عرقل خروج تلك القرارات، في حين فشلت بعثة الجامعة العربية لتقصى الحقائق وعادت خالية الوفاض إلا من عدة أوراق لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومع حلول الذكرى الأولى للثورة، وعدم فاعلية الجهود الدبلوماسية لوقف العنف، قام النظام باستعراض قوته حيث اقتحم الجيش النظامي السوري درعا بأعداد ضخمة وسط إطلاق نار عشوائي بالأسلحة المتوسطة والمدفعية، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا. بينما اقتحمت دبابات الجيش النظامي حي جوبر، وهزت الانفجارات بلدة كفر بطنا. وفي ادلب سيطر الجيش النظامي على المدينة بعد ان أعدم أربعين شابا دفعة واحدة فيها.
بالمقابل شارك موالون للنظام في عدد من المدن السورية في المسيرة العالمية من اجل سوريا للتعبير عن حبهم لسوريا وتأييدهم للأسد، كما دعوا إلى استمرار تنظيم التجمعات والمسيرات غدا الجمعة والسبت.
المتابعون للأزمة السورية حذروا من أن البلاد الآن أصبحت على شفا الهاوية وقد تنزلق في أتون حرب أهلية تشبه حرب البلقان إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي.
التعليقات على الموضوع