اعلان بالهيدر

حياة القلوب




إن القلب ذلك العضو الصغير الذي لا يزيد عن حجم كف اليد مهم جدا بل هو المتحكم في حياة الإنسان وقد وجد العلماء بردية مصرية قديمة مذكور فيها ذلك.. حيث تقول إن عمل الذراعين وحركة الساقين وكل جزء من أجزاء الجسم تتم بأمر من القلب.. بل إن القلب يشرف على بصر العينين وسمع الأذنين وتنفس الرئتين، فالقلب يقرر واللسان ينطق بما يفكر فيه القلب، والقدماء المصريون كانوا يعتقدون أن القلب هو مركز الحياة الجسدية والعاطفية ومركز الإدارة والعقل، وأيضا قالوا إن الإنسان سوف يحاسب عن طريق وزن قلبه في مقابل ريشة (من آلهة الحق) فإن كان وزن القلب أثقل خلد وسعد سعادة أبدية، وإن كان وزنه اقل معناه العذاب. 

وقد ذُكر القلب في القرآن حوالي (128) مرة وذكر تحت مسمى الفؤاد (13) مرة مقرونا بالسمع والإبصار. وصلاح القلب يدل على باقي الأعضاء كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " إلا إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسم كله وإذا فسدت فسد الجسم كله ألا وهى القلب ". 

فصلاح الجسد كله أعضاء وأطراف عضوي وحسي متوقف على سلامة القلب ذلك العضو الصغير شديد الاهمية والخطورة! فيقول قائل كيف انه إذا كان الإنسان صالح نقى السريرة لا يحمل غلاً أو حقداً أو حسداً لاى شخص أو يضمر شراً ويجعل الله تجاهه فإنه يحافظ على جميع أعضائه بهذه الاستقامة..؟ 

إن الإنسان إذا جار على شبابه جارت عليه شيبوبته اى أن الإنسان إذا جال وصال وأخذ يشرب مالا ينفع وينفذ ما يضر، وإذا كانت بيمناه المنكرات وبيسراه المفسدات فإنه بهذا يضعف قلبه ولا يحافظ عليه بل يقتله ويميته وبهذا سوف تتبعه جميع الأعضاء. 

فمثلا إذا حسد الإنسان غيره على ما لديه من أموال فإنه يشعل ناراً بين جنبيه ويجعل جسمه مسرحاً للهم والغضب، وما لهما من انعكاسات وتأثير على صحة الإنسان من الذبحات الصدرية ومن السكتات الدماغية والعقم وغيرها من الأمراض . 

وإذا شرب الخمر فهذا دليل على أن قلبه مات وبذلك سوف يتبعه موت المعدة (قرحة المعدة ) وبعدها موت الكبد (تليف الكبد) وهكذا. 

ولذلك فإن هذا القلب الذي ذكر في القرآن حريُ بنا أن نحافظ عليه وأن نبتعد به عن مواطن الضرر ونقترب إلى مواطن الهدوء .. وحياة القلوب في ذكر رب القلوب "ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
ياسر أبوالريش

ليست هناك تعليقات