اعلان بالهيدر

مواجهة الطوارئ.. باستراتيجية



حادث مأساوي جديد شهدته مصر المحروسة لينضم إلى قائمة الحوادث ويضيف أسماء شهداء جديد في لوحة شرف الوطن.

جحيم في محيط منطقة القصر العيني، وتحديدا في محيط معهد الأورام بحي المنيل بعد اصطدام سيارة بثلاث سيارات أخرى.. ليسفر عن مصرع العشرات الذين تناثرت أشلاؤهم وإصابة آخرين.

الحادث أظهر غياب تام لخطة إستراتيجية لمواجهة الطوارئ التي تعتمدها العديد من دول العالم لمواجهة أي ظرف طارئ مهما كان نوعه، والدليل هو المرضي والمواطنين الذين انتشروا في الشوارع بعد الحادث مباشرة.

فلو أن هناك سيارة أخرى دخلت وسط المرضى لحدثت مجزرة اكبر من الأولى، لكن الله سلم، كما أن طريقة انتقال المرضى وتوزيعهم على المستشفيات حدثت بدون تنسيق وبعشوائية كبيرة.

قد تختلف معي وتقول ان الوقت ليس مجالاً لمثل هذه الأسئلة والاستنتاجات، ولكني أقول لك إن الوقت المناسب هو كل وقت نمنع فيه حدوث مكروه للوطن، الذي نخطط لحماية الأرواح والممتلكات، ولا مجال هنا للمزايدة بأي شكل كان.

كما ان الحادث أظهر أمراً آخر وهو غياب المتحدث الرسمي، وتضارب التصريحات لعدد من الجهات وهو ما ساهم في انتشار الشائعات، وانتشار حالة من الهوجة الإخبارية.

مصر حاليا في ظروف استثنائية والطبيعي أن تكون كل التصريحات والأخبار في الحالات المماثلة عبر المتحدث الرسمي، لكي يطمئن الناس ويوجههم لما يريدهم أن يقوموا به في مثل هذه الظروف، فوجود متحدث رسمي يواكب الحدث وينقل الأخبار بكل شفافية أمر لابد منه ، وفي حالة غيابه تتأزم الأمور وتزداد الشائعات بشكل منفر.

رحم الله شهداء الوطن وحفظ مصر من كل مكروه

**ياسر أبوالريش
**كاتب صحفي

تم نشر المقال في 

ليست هناك تعليقات