اعلان بالهيدر

(تقرير) فيروس كورونا يستمد قوته من الشائعات.. والأنفلونزا العادية أخطر منه

أكثر من 98% نسب الشفاء.. وإصابات الأطفال خفيفة وليست مقلقة

حالة الهلع من كورونا ولدَّت فيروس أشد منه له أبعاده على الأمن المجتمعي


غسل الأيدي المستمر بالماء يعتبر خط الدفاع الأول للوقاية من الفيروس

**تقرير- ياسر أبوالريش:

العالم يعيش حاليا حالة طوارئ كبرى.. حالة جعلت معظم الدول تنغلق على نفسها، واضعة قواعد جديدة لحدودها البرية والبحرية والجوية بسبب فيروس كورونا المستجد..

حالة من الرعب سببها الفيروس الذي انطلق من مدينة ووهان الصينية مسبباً حالة من الهلع في دول العالم.. حاصداً سمعة الدول ضارباً اقتصادها..

وباء لم تتضح معالمه إذا ما كان تم تصنيعه كسلاح بيولوجي أم أنه انتقل عبر الخفافيش كما يثار عنه، فلا أحد يملك تصوراً واضحا عن خارطة مساره ولا عن طبيعة نشاطه.. هذه الحالة الضبابية زادت من حالة الهلع والرعب.. ولكن ما الحقيقة..


كيف ينتشر

وبحسب خبراء الصحة فإن الفيروس ينتشر عن طريق الأيدي والأسطح الملوثة بالعدوى بالرزار، والتي يجري لمسها بشكل متكرر، مثل مقابض الأبواب، ولوحات مفاتيح الهواتف الثابتة، وطاولات وإطارات الأسرّة وغيرها من الأشياء الموجودة في محيط المرضى.

وعلى الرغم من التأكيدات أن الفيروس غير قاتل، إلا الجميع يعرف أنه سريع الإنتشار، وتصل نسب الشفاء منه إلى أكثر من 98% وبحسب الباحثين فإن كورونا ذو أثر متوسط على أكثر من 80% من الحالات بالضبط كنزلة برد طبيعية، بينما الحالات الحرجة لا تتخطى الـ 5%، وتتسبب الوفيات في حالة وجود أمراض مزمنة كالفشل الكلوي أو قصور القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها، وأيضا في حالة ارتفاع عمر المصاب فوق الستين عاماً، كما أن هناك تأكيدات ان الفيروس لا يصيب الأطفال وإن وجدت اصابات فهي خفيفة كنزلة البرد.

ويقول الدكتور محمد عوض تاج الدين وهو أستاذ الأمراض الصدرية ووزير الصحة المصري السابق إنه لا داعي للقلق من فيروس كورونا المستجد لافتًا إلي أن الأنفلونزا العادية تعد أخطر منه على صحة الإنسان.

فيروس جديد أخطر

وفي ظل حالة الهلع المنتشرة دخل فيروس كورونا على خط الشائعات ليولد فيروس اخطر وأشد فتكاً وهو فيروس الشائعات والمعلومات الخطأ في الفضاء الإلكتروني وعلى أرض الواقع مثيراً أبعادا أشد خطورة على الأمن المجتمعي لتزداد حالة القلق، مما دعا الحكومات إلى التحرك الرسمي لمجابهة تلك الأنباء المغلوطة وغير الصحيحة بجوار مواجهة الفيروس.

نفي الشائعات جاء متزامناً مع رفع حالة الاستعداد القصوى واتخاذ الاجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار العدوى، وتجهيز أقسام العزل بالمستشفيات المنوطة بالتعامل مع مثل هذه الحالات، وتنشيط إجراءات ترصد أمراض الجهاز التنفسي الحادة، ورفع الوعي، ومتابعة الموقف الوبائي العالمي على مدار الساعة، وتعليق كافة الفعاليات التي تتضمن تجمعات.


أقل الأوبئة خطورة

فيروس كورونا المستجد ليس الأسوأ الذي يضرب العالم ويهدد البشرية على مر التاريخ.. ولكنه أقل الأوبئة التي ضربت العالم خطورة.

ففي القرن السادس الميلادي، تسبب الطاعون الذي اجتاح الإمبراطورية الرومانية في وفاة بين 30 و50 مليون شخص، وهو ما قد يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت، كما أدى الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر إلى وفاة ما يصل إلى 200 مليون شخص في شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا، فحوالي 60 في المئة من سكان أوروبا لقوا حتفهم.

وأخر هذه الأوبئة المروعة وأكثرها خطورة في العصر الحديث، ولا زالنا نعيش في آثاره، وباء الأنفلونزا الإسبانية الذي ضرب العالم في عام 1918، وأودى بحياة حوالي 50 مليون شخصاً في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعادل ثلث سكان العالم في هذا الوقت وبما فاق عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى.

علاج مرضى كورونا

بعد حوالي 3 أشهر من تفشي فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع، وتخطي عدد الاصابات أكثر من مئة ألف مصاب، وشفاء حوالي 60 ألفا، إلا أن الأبحاث مازالت جارية لصناعة لقاح مضاد للفيروس (هذا إذا لم يكن الفيروس مُصنع كسلاح سياسي اقتصادي)، وبحسب تقرير طبي تمتد فترة العلاج لنحو من  3 إلى 6 أسابيع راحة وعزل طبي  لاستعادة المصابين عافيتهم.

وفي ظل عدم وجود لقاح للقضاء على المرض تفشت الخرافات حول الفيروس للإستفادة المادية أو السياسية أو كلاهما أو للشهرة منها ان المضادات الحيوية تحمي من كورونا إلا ان العلماء أكدوا أن تناول المضادات الحيوية لن يقي الإنسان من الإصابة، وأكد مركز مراقبة الأمراض والحماية منها أن المضادات الحيوية تستطيع معالجة الالتهابات البكتيرية وليس الفيروسية.

كما أشارت الخرافات إلى انتقال الفيروس عبر الحيوانات، إلا أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا دليل علمي بانتقال كورونا عبر الحيوانات الأليفة، موضحة أنها خرافات غير مثبتة علميا.


وفي السياق نفسه انتشرت رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي توصي بتناول الثوم لمنع الإصابة بفيروس كورونا، إلا ان منظمة الصحة العالمية سارعت أيضا بنفي الأمر، مؤكدة أنه على الرغم من أنّ الثوم طعام صحي وقد يساعد في مواجهة الميكروبات، إلا أنه لا يوجد دليل على أنّ تناول الثوم قد يحمي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مبينة أنه في الكثير من الحالات طالما أن العلاجات البديلة لا تمنعك من اتباع نصيحة طبية مبنية على أدلة مثبتة فهذه العلاجات قد لا تضر في حدّ ذاتها، ولكنها، ربما تصبح ضارة في بعض الأحيان. فقد نشرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، على سبيل المثال، قصة امرأة اضطرت لتلقي العلاج في المستشفى بسبب تعرضها لالتهاب شديد في الحلق بعد تناولها 1.5 كيلوغرام من الثوم.


كيف تحمي نفسك من الفيروس؟

يقول خبراء الفيروسات أن فيروس كورونا المستجد يموت في البيئة الدافئة أو الجو الحار لذلك ينصحون بالحرص علي تناول السوائل والمشروبات الدافئة حيث تعد بمثابة حصن للإنسان تمنع دخول الفيروس إلى جسمه.

وتبقى التوصيات وتدابير التحكم في انتشار العدوى الملاذ الوحيد والآمن حتى الآن لمنع انتشار عدوى الفيروس وأكد خبراء الصحة أن الوقاية من هذا كورونا سهلة وبسيطة جداً، وتتمثل في الحرص علي غسيل الأيدي باستمرار بعد ملامسة أي شئ وعدم وضع اليد علي العين أو الأنف أو الفم إلا بعد غسلها جيداً بالماء والصابون يعتبر خط الدفاع الأول للوقاية من الفيروس.

كما ان الغرغرة بماء دافئ وملح يقتل جراثيم اللوزتين ويمنعها من التسرب إلى الرئتين اضافة إلى شرب الماء بكثرة، ويجب أن نشير إلى أن فيروس كورونا كبير الحجم ولهذا فإن أي كمام يمنع دخوله ولا يحتاج نوع معين، كما أن الكمام وظيفته الأساسية هو الحول بين اليدولمس الوجه بشكل مباشر قبل غسلها.

وكل ما سبق يدعونا لعدم التهويل أونشر الشائعات حول فيروس كورونا المستجد.

**ياسر أبوالريش

** كاتب وصحفي مصري

ليست هناك تعليقات