اعلان بالهيدر

الشباب يموتون وهم يترحمون


عامان مرا على ذكرى ثورة الكرامة المصرية .. عامان ولا تزال  مصر تعاني  من  مخاض الديقراطية التي مازالت في رحم أمها ولم ترى النور بعد.
فكيف  تنزل الديمقراطية  إلى ارض مازال شبح  الانهيار الاقتصادي يخيم علهيا .
الكل يلوم  والكل يتذمر .. عامان  والقوى السياسية  تتصارع  من أجل  مصالحها  فقط  وتدعو للنزول  إلى الميادين وكل طرف يحشد جمهوره في الساحات ولا تجد شخصا من القيادات حاضرا  .. الشباب  يموت وهم يترحمون ويشجبون وينددون  .. عامان والأطراف المتصارعة تدعو  أنصارها  للتضحية والفداء والنتيجة مانراه  أن المصري  يقتل اخاه  المصري .. والحقد والكره ملأ الصدور  وسكن في الشوارع والبيوت .. وأصبح  الشغل الشاغل الأن هو شراء الأسلحة بدلا من  شراء الغذاء.
أهذه  مصر التي  نعرفها .. أم تم استبدالها في أحد الليالي  المظلمة؟
كنا في ثورة يناير  يدا واحدة  .. شعب  واحد أما الأن  فلقد اصبحنا  سلفي اخواني نصراني علماني  ليبرالي وحزب كنبة ومهمشين ..هذه ليست مصر التي أعرفها .. فمصر التي  اعرفها رأيت فيها في أحد وسائل المواصلات العامة في شهر رمضان الكريم  شابا يوزع  تمر على ركاب أحد السيارات  في وقت آذان المغرب  .. فأعطى أحد الشباب  فقال له أحد الشباب أنا  مسيحي  .. فرد عليه الشباب باتسامه  وما المانع أن تأخذ فأنا ايضا مسيحي .. هذه هي مصر جسد واحد.. أما ما نراه اليوم فهو مسخ.
فشلت النخب السياسية  من  حكومة ومعارضة  في ادارة صراعها  السياسي على نحو  أكثر عقلانية ..فشلوا في دفع البلاد الى الاستقرار وألقوا بها في غايابات الهاوية.
كنت اسمع واقرأ عن أن حكومات الظل وجبهات الانقاذ في الدول الاوربية هي جبهات وحكومات  تنشأ لمساعدة الحكومات الاساسية الاصلية وتكون  دوما مستعدة بخطط بديلة وتكنيكات سريعة للخروج من أي ازمة  أو مأزق في الوقت نفسه تتقبل  الحكومات الأساسية خطط  تلك الجهات إذا كانت في صالح البلاد .. لكن عندنا نجد جبهات الانقاذ تعرقل الحكومة والحكومة تعتبر جبهة الانقاذ  عدوها الاوحد.. ونسا الطرفان أن السفينة إذا غرقت  سيغرقان معها ولن ينجوا أحد.
اليوم لا استثني أحدا من الدماء التي سالت  .. ومؤسسات الدولة  والبني التحتية التي احرقت  وأهدمت والاقتصاد الذي  يلفظ انفاسه الاخيرة .. اليوم الوم كل شخص اشعل  النار في  جسد هذا الوطن  واضعا اصابعة في اذنه كي لا يسمع  استغاثاته.
لك الله يا مصر  ..  لك الله يا مصر  .. لك الله يا مصر  
فهو الوحيد القادر  على انقاذك  من ابناءك.

ليست هناك تعليقات