الدريس: سقف الحرية في تراجع
على الرغم من أنها استهلت حياتها بعيدا عن العمل السياسي وسارت في طريق الأدب حيث قامت بتأليف ثلاث روايات إلا انها سرعان ما حولت وجهتها إلى العمل السياسي.
وصفت ما يحدث في الوطن العربي من قمع لحرية الرأي والتعبير على أنه يؤكد أن الشعوب العربية ليس لها صوت..مشيرة إلى أن هناك الكثير من المفاهيم يجب أن تتغير حتى يكون الحراك الشبابي ناحجا. وشنت هجوما لاذعا على بعض مؤسسات المجتمع المدني واصفة اياها بالبيوت الخربة الأيلة للسقوط، وأن من يتولى قيادة المؤسسات الحقوقية تولوها وجاهة فقط.
ساره الدريس .. المعلمة في وزارة التربية والناشطة السياسية، واجهت ثلاث قضايا أمن دولة على خلفية تغريدات لها في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، وكانت التغريدات التي حوكمت عليها ٤٧ تغريدة وكان أعلى عدد من بين كل الذين حوكموا في قضايا رأي..وفي هذا الحوار تفاصيل اكثر.
ما هي كواليس الحكم عليكم؟ وكيف قمتي بتسليم نفسك؟
لم أحضر الجلسة الأولى، لأني كنت على موعد مسبق لإجراء منظار لم استطع تأجيله، اتفقت مع المحامي على ان نطلب أجل مع احضار تقرير طبي رسمي من الدكتور والمستشفى يؤكد خضوعي للعملية، قدمنا اللازم للمحكمة في الجلسة.. لكن القاضي حجز القضية للحكم بعد اسبوع!
اتفقت مع المحامين على طلب فتح باب المرافعة وتقديم التقرير الطبي، لكني لم أحضر الجلسة لأني كنت أشك في موافقة القاضي .. وفعلا حكم علي بالسجن سنة وثمان شهور مع الشغل والنفاذ دون مرافعة ولا دفاع، ولهذا السبب لم أسلم نفسي ولم انفذ الحكم لأنه حكم باطل وأنا لا اعترف به، حكم يفتقد لأبسط قواعد المحاكمات العادلة " أن يمَّكن المتهم من حق الدفاع عن نفسه "، بقيت في مكان ما إلى يوم الخطاب الأميري وإعلان العفو عن جميع من صدرت بحقهم أحكام نهائية، بعدها بيوم جاء رجل من المباحث إلى أهلي وقال بأنه حتى ينطبق علي العفو علي أن أنفذ الحكم، فاتصلت به لتسليم نفسي استعدادا لتنفيذ الحكم..وقد سعدت جدا بقرار العفو.
هل سوف تتوقفين على التغريد السياسي أم سوف تخففي من نبرة الهجوم .. والانتقاد؟
لا طبعا لن أتوقف، لكن هناك حقائق كثيرة تجلت سأهتم بها أكثر ولن أتوانى عن محاربة الفساد مهما كلف الأمر، والانتقاد حق مكفول لي لا يمكن لأيا كان مصادرته.
هل تعتقدي أن تغريداتك لها تأثير في الاوساط السياسية أو تحارب الفساد، أو تعرقله نوعا ما؟
طبعا فتغريداتي لها دور، لولا ذلك لما لفقت لنا القضايا الكيدية واتخذونا أول نموذج يحكم عليه لترهيب الآخرين
هل وقفت المؤسسات الحقوقية الكويتية معك في قضيتك؟ والى أي شئ تعزين ذلك؟
لا .. بعض التيارات السياسية قامت بإصدار خطاب استنكار الحكم حال صدوره .. وقامت حملة الدفاع عن المعتقلين بندوة فقط .. وأعتقد أن من يتولى قيادة المؤسسات الحقوقية تولوها وجاهة فقط .. هي معدومة التأثير بشكل عام وليس في قضيتي فقط .. هي بيوت خربة آيلة للسقوط.
هل حقوق الانسان تسير في المسار الصحيح بعد ما يسمى بالربيع العربي أم انه يسير في الاتجاه الخاطئ ولماذا؟
هي كانت صحوة عرفًّت الناس بأن هناك صوت لا يعلو صوت اخر عليه " هو صوت الشعب" لكن يبدو أن ما حدث في مصر من قمع واراقة دماء وما يحدث في خليجنا من قمع بدأ يوحي لنا بأن ليس للشعوب العربية صوت!
ما علاقتكم بالجمعية الكويتية لحقوق الإنسان؟
انا عضوة فيها .. لكن لا أدري ما التحرك الذي قامت به حيال حكمي! .. أو اعتقد هي لم تقم بشيء.
هل لديكم صلات وعلاقات بمنظمات ومؤسسات حقوقية اخرى؟
قامت منظمة حقوق الإنسان " هيومن رايتس ووتش " بكتابة تقرير عن حكمي و منظمة العفو الدولية أيضا و كثير من المنظمات الدولية لكن ليس لي تواصل مباشر معها .. لكن تواصلت مع مركز الخليج لحقوق الانسان وكنت قد اتفقت معهم قبل صدور العفو على إرسال مراقب دولي "محاكمات" ليقوم بمراقبة جلسة التمييز التي كنا نجهز لها
كيف لمؤسسات المجتمع المدني أن تدعم الحريات وتعزز قدرها في المجتمع؟
المفروض ان تقوم مؤسسات المجتمع المدني بدراسة الحالة وتقوم بعدها باصدار بيانات أو تخاطب المنظمات العالمية، كما انها يجب عليها أن تقيم الندوات للتعريق بالقضية او المشكلة وأظهارها للرأي العام والسلطة، كما أنها يجب أن تقوم بدور توعوي وتقدم بعض الاقتراحات.
وأنا لا ادري أن كانت بعض جمعيات النفع العام والمؤسسات الحقوقية خاضعة لتأثيرات دينية أو سياسية أو تعمل وفقا لأجندات خاصة.. لكن ما اعرفه ان من فيها مجرد خيال مآته
هناك من قال أن سقف الحريات في الكويت تراجع ما رأيك في هذا القول؟
صحيح سقف الحرية في الكويت تراجع.. وهذا ما قالته منظمة حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش في تقريرها عني .. فقد صرنا في عهد نحكم فيه بالسجن بلا مرافعة ولا دفاع وهذا ما تم في قضيتي.
هل يمكن أن يغير الحراك الشبابي المشهد السياسي الكويتي؟
هناك كثير من المفاهيم يفترض أن تتغير حتى يكون حراكنا ناجحا .. الاهتمام بالقضية والابتعاد عن الشخصانية هي اساسها وأهمها .. والاهتمام بالنظرة الانسانية الأكثر شمولية دون اعتبار لأي تصنيف عنصري..متى ما كان ذلك لدى الجميع حينها سينجح الحراك وسنحقق مطالبنا
ياسر ابو الريش
التعليقات على الموضوع