اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب.. قراءة سريعة في تفجيرات سيناء

                              قراءة  سريعة في تفجيرات سيناء
  


كل يوم نصحو وننام على نعي قتلى ابرياء من العسكريين أو المدنيين أو المتظاهرين، ولا نفعل شيئا إلا الشجب والاستنكار الذي بحت منه اصواتنا.
لن نستبق الاحداث ولن نتهم أي طرف عما يحدث في مصر ولكننا سوف ننظر للأمر بنظرة تحليلية مقربة.. فقط نظرة تحليلية مقربة، ولكن قبل البدء اؤكد على ان الدم كله حرام.
النظرة الاولى تؤكدا ما اشارت اليه العديد من التقارير وهو أن في سيناء الآن تنظيم يسمى "أنصار بيت المقدس" والذي تحوّل إلى "ولاية سيناء" التابعة لداعش، ويقوم بتبنى معظم التفجيرات، وايضا تنظيم أقل حضورا يسمى "أجناد مصر"، كما بدأت تظهر مجموعات أخرى بأسماء عديدة وأيضا تتبنى بعض التفجيرات، إلى جانب الانتشار النسبي لفكر السلفية الجهادية، وكل هذا قد يكون بيئة مناسبة جدا لنمو خلايا ارهابية تؤرق جبين الوطن.
في حين ان النظرة الثانية تؤكد وبحسب ما نشر في الصحف ان القيادة كانت على علم بالعديد من الهجمات الارهابية، حيث ذكرت جريدة الشروق المصرية في العدد (2190) بتاريخ (31/1) أن إرهابيا شرح لأجهزة الأمن تفاصيل مذبحة الكتيبة 101 قبل وقوعها بأسبوع، مؤكدة أن أحد أعضاء أنصار بيت المقدس ــ ويدعي عواد رضوان غانم ــ أبلغ جهاز الأمن الوطنى قبل أسبوع بأن أعضاء التنظيم خططوا لضرب مبنى مديرية أمن شمال سيناء يوم 28 نوفمبر عن طريق سيارة مفخخة، وايضا مهاجمة المديرية وقتل من فيها، وبعد الانتهاء من ذلك الهجوم كان مخططا أن تقوم المجموعة بمهاجمة كمين الريسة بنفس طريقة الهجوم على كمين كرم القواديس، في حين تضمن التقرير تفاصيل دقيقة جدا للهجوم المحتمل.
ليس هذا كل شئ حيث اكد اللواء ممدوح الإمام الخبير العسكري، في مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" علي قناة "المحور" أن العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في سيناء كانت متوقعة، وأن هذه العمليات يقوم بها فردين أو ثلاثة وهي لا "تقلقنا"، لافتا الى أنه تم القضاء على نسبة 90% من الإرهاب في سيناء.
كل هذه الكلام الذي مر على الأجهزة الامنية والعسكرية له دلالته الخطيرة، التي يجب أن يتوقف عندها كل باحث عن الحقيقة، وليس مجرد مندد ومستنكر وموزع للتهم وهو مغمض العينين، حيث ان ما سبق يشير الى اختلالات خطيرة في جسد الامن الوطني، حيث تم تجاهل العديد من التحذيرات، كما تم التقليل من خطورة بعضها الأخر.
النظرة الثالثة وبحسب ما يقول اهل سيناء إن مرتكبى جريمة قتل الجنود فى رفح معروفون، ويتجولون بحرية فى طول وعرض سيناء، جهاراً نهاراً، وأن تصرفاتهم تثير عشرات علامات الاستفهام، فالغنى المفاجئ لبعضهم مريب! كما يؤكدون إنهم أبلغوا جميع أجهزة الدولة بكل تلك المعلومات، ولكن أحداً لم يتحرك فى الاتجاه الذى أشاروا إليه، ويقولون إن المسألة تجاوزت حدود المعقول، واعتبر الناشطين السيناوين أن الإلحاح الشديد في وسائل الإعلام على تهجير أهل سيناء يعنى أن الحادث مدبر وذلك لترك تلك المنطقة فارغة تماماً لإسرائيل للقضاء على حماس، كما ان فكرة المنطقة العازلة تمثل رغبة " إسرائيلية " قديمة ومتجددة.
في حين وصف الناشط السيناوي مسعد أبو فجر ما يحدث في سيناء بأنه حرب علي الحياة وليس حرباً علي الإرهاب، مشيرا الى ان الاعتقاد بأن مايحدث حربا يمكنها قطع رقبة الإرهاب اعتقاد خاطئ.
وبعد كل ما سبق وفي زمن تقاطعت فيه المقدمات واختلطت فيه النتائج وتقاعطت فيه خطوط الفعل ورد الفعل، واستعرت فيه حملات التخوين والصاق التهم عبثا، كان من الاجدى بناء منظومة أمنية ذات قواعد ثابتة قوامها تنيمة سيناء وترسيخ الأهتمام بأهلها، ومحاسبة المسئولين المتخاذلين في الحكومة، بدلا من صرف الكثير من الوقت في التبريرات والحملات الاعلامية الهوجاء لكل من يحاول أن يفكر خارج الصندوق.

** ياسر أبوالريش
** كاتب وباحث سياسي

تم النشر في
شبكة الصوت الاخبارية
التقرير

 


ليست هناك تعليقات