وراء الظلام فجرا
من منا لم يقع في مشكلة.. من منا لم ينزلق في مأزق،وأكيد أن لكل إنسان منا طريقته لمواجهة هذه المشكلة أو هذا المأزق
فمثلا هناك من يجزع.. ويفزع وهناك من يصدم و يهيم على وجه يشكو للناس قلة حظه وسوء بخته وهناك من يصبر
ولكن اعلم أن وراء الظلام فجرا وخلف الغمام بدرا.
فهذا الحسن البصري يقول" استوى الناس في العاقبة فإذا نزل البلاء تباينوا "
إذا عرتك بلية فأصبر لها .... صبر الكريم فإنه بك اعلم
وإذا شكوت إلى ابن ادم إنما ... تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
وممكن أن يكون المأزق خير للإنسان .. فهذا رجل كان في طريقة لعقد صفقة مهمة جداً في حياة شركته فهي التي كانت سوف ترفع من شأنها ولكنه تأخر على موعد إقلاع الطائرة
فهاج وثار وغضب .. سيقولون أننى رجل لا احترم مواعيدي .. لن يثقوا في كلامي بعد الآن سيقولون .. ويقولون .. هذا ما قاله الرجل.
وبعد نصف ساعة جاء خبر جعله يقول الحمد لله أنني لم أكن من ركاب الطائرة .. الحمد لله اننى تأخرت .. إن الطائرة سقطت.
سبحان من يبتلى إناسا ... أحبهم والبلاء عطاء
وقديما قال حكيم .. اصابنى اليأس وأنا امشي حافي القدمين فوجدت في الشارع رجلا لا قدمين له فحمدت لله.
....
ومن جانب أخر بإمكانك أن تتجاوز المحنه بصبرك
فقد جاء في كتب الرقائق أن ثلاثة خرجوا في سفر كان معهم حمار يحمل أغراضهم وكلب يحرسهم وديك يصيح عند الفجر فيوقظهم للصلاة وذات يوم استيقظوا فوجدوا الديك ميتا
فصاح احدهم مصيبة حلت بنا قال احدهم لا انه خير إن شاء الله.
وفى يوم آخر استيقظوا فوجدوا الكلب ميتا فصرخ صاحبنا وقال مصيبة أكبر من مصيبة الديك فقال له صاحبه خير إن شاء الله؛وفى يوم ثالث مات الحمار وهنا انفجر صاحبنا وقال لا تقل خيراً وإلا احمل ما كان يحمله الحمار ، فابتسم صاحبه وقال خيرا إن شاء الله؛ وبينما هم في طريق بين جبلين إذ شاهدوا رؤوساً وعظاماً متناثرة، فارتعدوا وخافوا وإذ بقافلة تقابلهم وتقول لهم حذار أن تتكلموا فإن هنا قوما من الشطار
(قطاع الطرق )يقتلون كل من يمر بهذا الوادي؛ فسألوهم: وكيف يعرفون بمرور القوافل ونحن لا نرى أحدا ً،قالوا: يعرفون بمرور القوافل إذا كان في القافلة ديك يصيح أو حمار ينهق أو كلب ينبح
" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون "
فإذا فشلت في مشروع مثلا فبإمكانك أن تتخطى المحنة.. وأن تصبر إلى أن تتضح لك معالم الطريق وبعدها تبدأ من جديد أما إذا حزنت وأسلمت نفسك للهموم .. فوداعا لك.
وتذكر أنه قبل أن تشكو من كثرة مطبات الحياة ومن وعورة الطريق هيأ نفسك أولا للسير وتأكد أن هذا هو الطريق الصحيح وأنك تقوى على السير فيه.
...
همسة:
إن الألم والعذاب من لوازم الوجود وإن هناك سببا للعذاب والشقاء وهذا السبب قابل للزوال وأن وسيلة الانتهاء إلى هذه الغاية موجودة لمن يختار، واعلم أن مالا نقبله من وجه يمكن أن نقبله من وجه آخر.. (بوذا)
وللحوار بقية
ياسرأبو الريش
لمتابعة مقالات أخرى في التنمية البشرية هنا
التعليقات على الموضوع