إستراتيجية اللإستراتيجية
الرئيس الأمريكي رقم 44 باراك اوباما أثناء حملته الانتخابية التي قادته إلى البيت الأبيض كان شعاره نعم نحن نستطيع، ولم نكن نعرف ما الذي يستطيعه الديمقراطيون.
أوباما الذي أكّد التزامه بمبدأ السلام في المنطقة والضغط على أطراف النزاع عقب استلامه لمهامه، قابل بصمت الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وبقدر الأمل الذي أعطاه الرئيس الأميركي للعرب والفلسطينيين بشأن حل القضية الفلسطينية والمساعدة في إقامة دولة فلسطينية، إلا أنه في الأسابيع الماضية أكد أن الولايات المتحدة قررت أن تخوض حتى النهاية معركة إقناع الفلسطينيين بالعدول عن الذهاب للأمم المتحدة، وأشار أنهم إذا أصروا على تقديم الطلب لدى مجلس الأمن فإنهم سوف يستخدمون حق النقض الفيتو، ولم يكن من سبيل أمام أوباما ليداري تراجعه عن موقفه وتصريحاته السابقة إلا أن يعلنها صراحة بأنه كان متفائلاً أكثر من اللازم بشأن قدرته على حل القضية، وأنه بالغ في توقعاته بشأن قدرة الأطراف المختلفة على تحقيق التسوية السلمية.
بالطبع لم يفاجئنا أوباما بتلك الكلمات، لأننا تعودنا على النهج المتناقض في السياسة الأميركية، فهي إستراتيجية واحدة، الهيمنة على العالم! وتبقى المحصلة الأكيدة أنه لا توجد إستراتيجية واضحة للرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط، ولكن الشئ المؤكد أن ظلال الهزيمة تلقي بثقلها على السياسة الأمريكية في تلك المنطقة.
أوباما الذي ارتفعت شعبيته بصورة غير طبيعية بعد مقتل زعيم القاعدة أسامه بن لادن، إلا أنها سرعان تناقصت ما دون الخمسين في المائة النمو الاقتصادي الضعيف وأزمة الميزانية تخيم بظلالها على أمريكا، وحتى يضمن أوباما النجاح في الانتخابات القادمة، كان لا بد له من الاستمرار في تقدمه باتجاه سياسة الوسط التي فقدها وهذا أمر لا تخطئه العين.
إن الضبابية وإستراتيجية اللإستراتيجية التي جعلت الولايات المتحدة في سبيلها الآن إلى الانزلاق، ستجعل شرطي العالم يعيد التفكير مرات عديدة في سياسته تجاه الشرق الأوسط، وستجعل العرب يعيدون سياستهم تجاهها، كما ستجعل طفلها المدلل إسرائيل يبحث عن بديل أخر يركن إليه لأن هذا هو دأب اليهود على مر العصور وهو اللوذ بالأقوى والاحتماء به.
ياسر أبو الريش
تابع الملف الأمريكي هنا
التعليقات على الموضوع