اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب: الجالس بجانبها

دفع الباب بقوة ليجلس في مكانه المعتاد وبجواره كومة من السندويتشات والعصائر والمياه كأنها فرَشة في سوق الجمعه.

دقائق ويبدأ روتينه اليومي، ضحك.. لعب.. صخب.. يمتلأ المكان بضحكاتهم ووشوشتهم التي يفهمها الجميع، ولكن حينما يتلخفان فكريا ينكران معرفتهم ببعضهم البعض كما انكر بطرس معرفته بالمسيح.
ازدواجية كبيرة تسيطر على هذا الكيان.. فحينما تجده يتحدث قائلا كيف سيكون منظري حينما يراني أولادي وامرأة غريبة تقوم بإهانتي تراه في نفس الوقت يذهب إلى الاهانة وهو صاغر ومستمتع في آن واحد.
افكاره المشوشة تتطاير يمنة ويسره كفأر خبيث يعرف طريقه في ماسورة مجاري قديمة، اسلوبه اللزج يعرفه الجميع، فتجد من يخشى الصدام معه مبتعداً مسافة كافية تمنعه من الخوض في الحديث عنه أو معه، كما تجد من يجامله في وجهه ويطعنه طعنات غادرة في غيابه، يبدو أن محاولاته الباهتة للطرق على اعصاب من حوله جعلت من المحيطين به يتخذون خطا دفاعيا يتناسب مع توجهاتهم وقناعاتهم.
افكار اغتصبها الزمن، ونظريات ترتكز على مبدأ المؤامرة، وخطط دفاعية ضد اعداء وهميين..هذا ما يدور في خلده دوما، وهو ما يجعله دوما في مشاكل مع جميع من حوله، مشاكل ظاهرية أو مبطنة.
العملية مزاجية، اذا كانت له معك مصلحة فأنت الرائع المنظم المخلص الكريم الشريف، وكل تلك الصفات الطيبة الجميلة، أما اذا لم تكن لديك معه مصلحة أو اعترضت مجرد اعتراض مشروع على كلامه فأنت الخائن، البخيل، الهمجي، لاتستحق حتى إلقاء السلام عليك، أو الرد على سلامك وتحيتك، فلا تحاول حتى الاستفسار عن شئ في العمل، أو السلام عليه لأنك لن تجد سوى الصمت المطبق.

عيش وملح
دوما نسمع كلمة احنا بينا عيش وملح ياراجل، وترجمة الجملة هو أن العيش يعني الحياة، والملح يعني الاستمرارية، وهما كلمتان مرتبطتان بالعشرة وحفظ العهد، ويعتبر العيش والملح إحدي مفردات تأكيد اليمين والقسم في بعض الثقافات العربية والمصرية تحديدا وسائر الشعوب الشرقية، ويستخدمان للدلالة علي قوة الرابطة التي تجمع بين شخصين أو مجموعة من الأفراد خارج إطار العائلة، لكن للأسف في أيامنا هذه اختفت عهود العيش والملح وأصبحت في عالم النسيان، وأصبح العيش بلا طعم ولم يعد يملأ البطون، ولم يعد الملح يملأ العيون.

مشهد أفقي
دائما ما تمسك بحبل المقصلة الذي تقبع رقبته تحتها مباشرة في سلام ووداعة، مهددة اياه بتركها لتنهي حياته اذا خالف تعليماتها.
ما اراه هو عبودية صامته لجبروت طاغي، ففي وجودها تتخلل اطرافه كهرباء الخضوع وتنتشر في اوردته جينات الطاعة، لاترمش عيناه بعيدا عن المحيط المحدد له مسبقا، صوته  العالي كأزيز ساقية عتيقة لا يخرج إلا ليضحكها، ويسامرها دافعا عنها الملل، كما انه ايضا للذود والدفاع عنها في حالات الاعتداء الوهمية غير الموجودة سوى في افكارهم المهترأة.
فعلا البيض الممشش بيتدرحج على بعضه..حكمة قديمة كنت اسمعها يبدو أنني تأكدت منها ..وتتوالي الحياة.

ملحوظة غير مهمة
حتى لا اتهم بمعاداة السامية أو أني لست من محبي الشيكولاته أو لم اكتب اسمي  على علبة كوكا كولا، فما سطرته هنا هو محاولة يائسة لحياكة جسد درامي من بعض الافكار التي مرت بعقلي أثناء وقوفي في  المطبخ، ولكي لا تظل حبيسة احد ادراج العقل ..ودمتم بخير

ياسرأبوالريش


ليست هناك تعليقات