قانون الطوارئ...
قانون الطوارئ...
قانون الطوارئ هو القانون الذي ساد اغلب تاريخ مصر الحديث .. فقد ادخله الانجليز الى مصر ... فقانون الطوارئ هو القانون رقم 162 لسنة 1958 وعمل به الرئيس جمال عبد الناصر كما استمر العمل به في عهد الرئيس انور السادات واوقفه من مايو 1980 ولكن لم يطل ايقافه إلا 18 شهرا فقط وأعاد الرئيس مبارك العمل به عندما تولى الحكم .
وقانون الطوارئ يضع قيود كثيرة منها وضع قيود على حرية الأشخاص في الاجتماع والانتقال والإقامة والمرور في أماكن أو أوقات معينة والقبض على المشتبه بهم أو الخطرين على الأمن والنظام العام واعتقالهم والترخيص في تفتيش الأشخاص والأماكن دون التقيد بأحكام قانون الإجراءات الجنائية وكذلك تكليف أي شخص بتأدية أي عمل من الأعمال.
كذلك مراقبة الرسائل أيا كان نوعها ومراقبة الصحف والنشرات والمطبوعات والمحررات والرسوم وكافة وسائل التعبير والدعاية والإعلان قبل نشرها وضبطها ومصادرتها وإغلاق أماكن طباعتها.
وايضا تحديد مواعيد فتح المحال العامة وإغلاقها, وكذلك الأمر بإغلاق هذه المحال كلها أو بعضها.
والاستيلاء على أي منقول أو عقار وإخلاء بعض المناطق أو عزلها وتنظيم وسائل النقل وحصر المواصلات وتحديدها بين المناطق المختلفة.
هذا هو قانون الطوارئ الذي اقر مجلس الشعب تمديده لعامين قادمين بعد اضافة بعض مساحيق التجميل له لتجميل وجهه تحت عناوين مطاطية تستطيع ان تشمل تحت مظلتها الكثيرين.
مباراة على البي بي سي
كنت استمع الى اذاعة البي بي سي وكان الحديث يدور عن قانون الطوارئ وضم بعض الضيوف المحترمين ولكن تحول البرنامج من حديث الى مباراة حامية الوطيس من توجيه اتهامات وتراشق بالالفاظ وغيرها وسوف اورد جزء من الحوار....
قال السيد حمدي حسين عن كتلة الاخوان المسلمين ان قانون الطوارئ يشوه وجه مصر .
ورد عليه الاستاذ اسامه سرايا رئيس تحرير جريدة الاهرام المصرية أن الذي يشوه صورة مصر هو التيارات الدينية والمعارضة والقزى الخارجة عن القانون والجماعات المحظورة التي لا تقدم ولا ترتقي بالحياة السياسية واضاف ان الحزب الوطني هو الحزب المبدع واشار الى ان قانون الطوارئ هو الذي يحمي الصحافة .
فكان رد السيد حمدي حسين انه يعبر عن سياسة الحزب الوطني الذي يحصل على 20% من اصوات الشعب المصري ولا يحترم الشعب فالوضع في مصرتزوير للانتخابات والتعديلات الدستورية في تراجع مستمر فالانتخابات في مصر حين كان يشرف عليها القضاء كنا نتشرف بذلك لنزاهة القضاء ولكن عاد الموظفين للانتخابات وهم الذين يمتثلون لأوامر الحكومة .
وأشار أن الذي يشوه وجه مصر ايضا هو الاستحواذ على اموال البنوك والرشاوي من شركات عالمية دون الافصاح عمن تسلمها خوفا او تجاهلا وايضا نواب الحزب الوطني الذين استولوا على الاراضي وتاجروا في المخدارت .
وبدوره علق السيد سرايا قائلا أن الاخوان هم الذين دمروا الحياة السياسية وهم الذين دعوا الى الخروج على النظام ويحرضون على التمرد على القانون فهم يمارسون الارهاب الفكري الذي يجب ان يخلصوا منه لكي تتقدم مصر .
ومن ناحيته تكلم د.حسن نافعة الجمعية المصرية للتغيير قائلا أن قانون الطوارئ يحول دون التحول الديمقراطي فنحن نعمل به منذ ثلاثين عاما ألم تكن هذه مدة كافية لو كانت النية صافية لإنهاء العمل بهذا القانون.
واشار نافعة الى ان الخيارات المطروحة للتعبير عن رفضنا لقانون الطوارئ مفتوحة منها سنطالب الشعب المصري بالتعبير عن رفضه حتى لو تطلب الامر من الشعب اعلان حالة العصيان المدني.
وأكد ان الحزب الحاكم يحدد الفرق واللاعبين وحتى ارض الملعب ويلعب مباراة من طرف واحد .
واشار نافعة انه استاذ جامعي وليس عضو في جماعة الاخوان المسلمين ومع ذلك يمنع اي زائر من الدخول اليه بالجامعة هل هذا تحت مسمى قانون الطوارئ.
واضاف حافظ ابو سعده الناشط في مجال الحريات و حقوق الانسان قائلا أن هناك اعتقالات كثيرة تحت مسمي قانون الطوارئ منها اعتقال المدون مسعد ابو فجر فهو مدون ولا ينتمى لحركات سياسية او جماعات ارهابية فهو ناشط محلي .
ولكنه أكد ان مصر لم تكن بمفهوم الدولة الاستبدادية الكاملة فهناك مساحة صغيرة للتعبير واشار أن حرية الصحافة جاءت من جرأة الصحافيين وتخطيهم للخطوط الحمر ورضخت الحكومة ولكن هناك قيود كثيرة .
وأشار أن القانون بصورته الحالية يشوه صورة مصر الكنانة .
واضاف د.حسن ابو طالب أن الطرفان السلطة والمعارضة دائما يذهبان الى طريق مغلق ودائما تشوبه عدم الثقة والتوتر ولكننا مع ذلك حياة نعم هناك حالة ليست مكتملة ديمقراطيا .
وأشار الى اننا كلنا مسئولون عما يحدث في مصر فكل ما يحدث هو سب في جبين هذا البلد.
بعد ما قاله الاساتذة الافاضل لم أجد ما اقوله إلا أنه لا توجد مشكلة تستطيع مواجهة هجوم التفكير المنظم .فلو نظمنا تفكيرنا وجهودنا لحل مشاكلنا لأنتهينا منها بالفعل. فالبكاء ضروري ولكنه ليس حلاً .
ويجب علينا أن نعيش كما نفكر ... والا اضطررنا عاجلا أو آجلا أن نفكر كما نعيش .
ياسر ابو الريش
كاتب صحافي وباحث
التعليقات على الموضوع