اعلان بالهيدر

مصر تنتحب



ما أشبه اليوم بالبارحة‏، هذه العبارة كانت لسان حال الأوضاع في مصر بعد أن تواصلت الاشتباكات الدامية بين قوات الشرطة والمتظاهرين بميدان التحرير‏,‏ مسفرة عن سقوط ثلاثة وثلاثين قتيلا، وإصابة أكثر من ألف شخص، وذلك بعد مرور ست ساعات فقط من الإعلان عن الاتفاق علي وقف العنف وترك الميدان للمتظاهرين للاعتصام وفض الاشتباك الدامي.
ووسط حالة من الترقب والحذر والتشكيك بين جميع الأطراف, تم الإعلان في الثالثة والنصف من صباح أمس عن الاتفاق الذي تضمن ثلاث نقاط حقنا للدماء وهي ترك الميدان للمتظاهرين وإعلان حقهم في الاعتصام بداخله بشرط سلميته علي أن يلتزم المتظاهرون بعدم الاقتراب من مبني وزارة الداخلية وأن يكون تأمين مداخل ومخارج الميدان مسئولية المتظاهرين، وبالفعل بدأ المتظاهرين في تنفيذ الاتفاق حتي أطُلقت شائعة في التاسعة صباحا عن توجه قوات الأمن إلي الميدان لاقتحامه فهرع المتظاهرون إلي شارع محمد محمود لصد الهجوم المزعوم, وحدثت المصادمات مرة أخرى ولكن أشد وطأة.
وفي تلك الأثناء أكد مصدر مسئول بوزارة الداخلية إلقاء القبض على أجانب أثناء قيامهم بإلقاء عبوات حارقة مولوتوف على القوة المكلفة بتأمين وزارة الداخلية، ويتساءل المحللون من الذي أطلق الإشاعة التي كانت إشارة الانطلاق لوقوع الاشتباكات وإسالة الدماء، ومن أين جاء هؤلاء الأجانب، وكيف للمجلس العسكري أن يكرر أخطاء ويواصل إراقة الدماء، ولماذا لم يخرج على
مواطنيه بالسرعة الكافية ليلقي بيانا يهدئ من احتقان الأجواء.

هل باتت مصر متفرقة.. المصريون يدمرون بعضهم بعضاً الشعب ضد الشرطة.. والشرطة عاجزة .. والجيش الذي حمى الثورة في الخامس والعشرين من يناير اضطر إلى النزول إلي الميادين والشوارع في محاولة لإعادة الأمن للشوارع وللناس، ومرحلة الاشتباك الدامي انطلقت من جديد ونتيجتها ستكون شديدة على البلاد، وبالتالي دخول مصر في دوامة رهيبة.. ووقتها لن يستطيع أحد إنقاذ الوطن.
ياسر أبو الريش

ليست هناك تعليقات