قمة خليجية في ظروف استثنائية

تتجه أنظار ما يقرب من الأربعين مليون خليجي صوب قلب جزيرة العرب النابض بالحنكة في معالجة اخطر القضايا واعقدها على مر العقود ، ففي الرياض انطلقت القمة الخليجية الثانية والثلاثين.
وتشكل هذه القمّة محطة بارزة في مسيرة العمل الخليجي المشترك بما تحمله من طموحات تعكس آمال شعوب دول المجلس وتطلعاتها نحو مزيد من التكامل كما تشكل القمة أهمية خاصة للقادة الخليجيين في ظل ما تمر به الأمة العربية من محن تستوجب اتخاذ قرارات هامة، فالأجندة الخليجية حبلى بالمستجدات فهنالك البرنامج النووي الإيراني، والملف السوري، وحتى اليمن الذي تعصف به رياح الحرب الأهلية التي لو اشتعلت حتما ستصيب بحممها المنطقة بأسرها، ثم هناك أيضا عراق ما بعد الانسحاب الأمريكي، كما ستبت القمة أيضا في مسألة انضمام كل من المغرب والأردن للمجلس وسط الاختلاف في وجهات النظر بين الدول الأعضاء حول ضمهما ، فيما ستبحث عددا من الملفات العربية الساخنة وستتناول ملفين هامين هما التعاون الخليجي والعربي.
وفضلا عن التحديات السياسية ثمة تحديات أخرى ستواجه دول مجلس التعاون في الفترة القادمة ولعل أبرزها أزمة الديون الأوروبية وشبح الركود العالمي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق.
قمة خليجية مهمة في ظروف استثنائية من أجل مزيد من التكامل والتطوير في مسار العمل الخليجي المشترك، وسط مشهد عربي مضطرب وواقع إقليمي متوتر تبعث شواهده ومؤشراته على القلق وتستدعي أكبر قدر ممكن من وحدة الصف والموقف داخل مجلس التعاون، وهذا ما يدركه قادة المجلس ويعبّرون عنه بالقول والعمل وهو ما دفع السلطان قابوس بن سعيد، للمشاركة في القمة، بعد غيابه عن حضور أربع قمم ماضية.
التعليقات على الموضوع