اليمن ونقطة الصفر مرة أخرى

بعد مشادات واتهامات وجهها قادة في حزب المؤتمر العام اليمني للقائم بأعمال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في اجتماع ترأسه الرئيس علي عبد الله صالح وتناول قضية الاحتجاجات المطالبة بإقالة رموز النظام السابق، هدد هادي بمغادرة العاصمة صنعاء في حال استمرار التدخلات في الصلاحيات الممنوحة له بموجب اتفاق التسوية الخليجي.
مصادر سياسية يمنية أكدت أن هادي أبلغ الوسطاء الدوليين بتدخلات في صلاحياته من رموز النظام السابق في مسعى لتعطيل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإعاقة مهمات حكومة الوفاق الوطني، وأكدت المصادر أن حدة التوتر بين صقور الحزب الحاكم وحمائمه أدت إلى مقاطعة منصور هادي وعبد الكريم الإرياني لاجتماع تشاوري عقده صالح مع قيادات حزبه، على خلفية رفض هادي أوامر الرئيس بإعادة حلفائه إلى وظائفهم.
وبالمقابل نفى متحدث باسم مكتب صالح التقارير التي تحدثت عن وجود خلاف بين صالح ونائبه عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أنها غير صحيحة وأن ما حدث هو اختلاف في وجهات النظر السياسية ليس إلا.
وعلى صعيد متصل انتقد الجيش المؤيد للثورة اليمنية في بيان له استمرار استفزاز الرئيس صالح للقائم بأعمال الرئاسة هادي وحكومة الوفاق الوطني، وطالب الجيش الذي يقوده اللواء علي محسن الأحمر، دول الخليج والدول الكبرى الراعية للمبادرة الخليجية التدخل ووضع حد للتدخلات في صلاحيات هادي.
على جانب أخر ذكرت مصادر حكومية أن زيارة محمد سالم باسندوه، رئيس حكومة الوفاق الوطني اليمني، إلى السعودية أرجئت إلى يوم غد الاثنين، بسبب عدم استكمال ترتيبات وزارة الخارجية في هذا الشأن، الزيارة المفترضة كان سُيجرى خلالها محادثات مع حول التطورات في ضوء تطبيق المبادرة الخليجية.
وعلى الصعيد الميداني مازالت المظاهرات المطالبة بمحاكمة صالح مستمرة، ففي محاولة هي الثانية من نوعها ، توقع ناشطون يمنيون أن تصل مسيرة الكرامة الراجلة التي انطلقت من الحديدة، إلى صنعاء اليوم، وأكد المنظمون أن المسيرة ستنضم إلى المعتصمين في ساحة التغيير في العاصمة.
في غضون ذلك أعلن المتمردون الحوثيون استمرار حركتهم حتى تغيير النظام بكامل رموزه، وأكد المتمردون أن المبادرة الخليجية لم تلب مطالب الشعب.
مع تسارع الأحداث وتطورها يبقى السؤال هنا هو هل سوف تعود اليمن مرة أخرى إلى نقطة الصفر بانهيار المبادرة الخليجية صاغتها دول مجلس التعاون الخليجي.