اعلان بالهيدر

الأزمات تخلق المفاجآت


عمليات كر وفر تجري أحداثها في مدن عدة في سوريا، وطغى لون الدماء على كل الألوان حيث تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة بعد اقتحامها، فيما تتواصل العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد.
ففي ريف حمص حاولت القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ أسابيع، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، في حين تتعرض أحياء مدينة حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية أوقع ما لا يقل عن 12 قتيلا.
وفي درعا دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعة منشقة في بلدة بصر الحرير، وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط أكثر من 38 قتيلا.
من جهة ثانية أكدت اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن موكب الرئيس بشار الأسد تعرض لإطلاق نار أثناء جولة تفقدية له في حي بابا عمرو في حمص.
إنسانيا أكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن النظام السوري يتعمد استهداف الأطفال بطريقة ممنهجة، معبرة عن قلقها على مصير الأطفال المحتجزين في السجون السورية. وأشارت بيلاي أن بوسع الرئيس السوري إنهاء حالات قتل المدنيين واحتجاز الأطفال بسهولة عن طريق إصدار أمر رئاسي بهذا الخصوص.
الموفد الأممي إلى الشرق الأوسط روبرت سيري أعلن أن عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الثورة تجاوز 9000 شخصا، وأكد سيري أنه يتعين وقف القتال فورا، وتجنب تصعيد أكبر في سوريا.
وعلى الصعيد السياسي حثت الصين الحكومة السورية والمعارضة على احترام التزاماتهما في إطار خطة الخروج من الأزمة التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، وذلك غداة إعلان انان بأن الحكومة السورية وافقت على خطته.
في تلك الأثناء شهد اختتام مؤتمر المعارضة في مدينة اسطنبول التركية، اتفاق معظم الأطياف السياسية على توحيد مواقفهم عبر إعلان ميثاق لسورية المستقبل وتقديم تصور بديل عن نظام بشار الأسد، ودعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الأسرة الدولية إلى دعم عناصر الجيش السوري الحر.
سوريا على المحك بين عجز عربي، وتباطؤ دولي، وبين نظام درس الاحتمالات وتعامل معها بقوة انتشار النيران لأسلحته، لكن الأزمات تخلق المفاجآت.

ليست هناك تعليقات