مصر تسير علي خطي رومانيا

اشتعلت أجواء الانتخابات الرئاسية في مصر في الساعات الأخيرة قبل إغلاق لجنة الانتخابات أبوابها، ومع إعلان ترشح عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق تباينت ردود أفعال الأحزاب والحركات والقوي السياسية.
ففي حين رحب البعض بالترشح الذي واصفينه بأنه زلزال أشعل المنافسة بين الإسلاميين ورموز النظام السابق، أعلن آخرون رفضهم لهذا الترشح الذي اعتبروه محاولة لإنتاج النظام القديم، معربين عن دهشتهم من قرار سليمان بالعودة إلي الساحة السياسية بعد14 شهرا من ثورة يناير إلي جانب اثنين من رموز النظام السابق وهما عمرو موسي وأحمد شفيق، في حين اعتبر الكثيرون ترشح سليمان دليلا علي أن مصر تسير علي خطي رومانيا بعد رحيل تشاوشيسكو.
جماعة الإخوان وصفت المسلمين ترشح سليمان بأنه مسمار في نعش الثورة, موضحة أن فوز سليمان بالرئاسة يعني عودة نظام مبارك، وأكد مجلس شوري الجماعة أنهم يكثفون جهودهم في الوقت الراهن لحشد كل الجهود وراء خيرت الشاطر في مواجهة سليمان, وأضافت الجماعة إلي أن الرصيد الشعبي لسليمان لن يؤهله للفوز في معركة الرئاسة.
ولم يكن حزب النور السلفي بعيدا عن تلك الأحداث حيث أكد أنه متمسك بموقفه إزاء دعم مرشح إسلامي لكنه أشار أن قراره النهائي ستحدد بعد غلق باب الطعون.
بدورها أكدت الجمعية الوطنية للتغيير أن ترشح سليمان جاء رد من المؤسسة العسكرية علي ترشح الإخوان للشاطر، بينما أعرب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي عن دهشته لقرار سلميان مشيرا إلي أن هذا القرار سوف يؤدي إلي تفتيت أصوات مؤيدي موسي وشفيق.
وتوقع حزب الإصلاح والتنمية فوز سليمان بأصوات شريحة كبيرة من المصريين, مشيرا إلي تغير المزاج العام للمجتمع ووجود شعور عام بالقلق من هيمنة الإخوان والإسلاميين، وألمح الحزب إلى أنه يتجه لاختيار سليمان مرشحا له.
من ناحية أخري حذر اتحاد شباب الثورة من حدوث ثورة جديدة في حالة الإصرار علي استنساخ النظام السابق، في حين أكد حركة 6 أبريل أن فكرة الكفاح المسلح للمعارضة سيتم تنفيذها حال وصول سليمان للرئاسة وتوليه منهج ذبح المعارضة الثورية، مشيرة إلى أن قرار سليمان بخوض انتخابات الرئاسة لا يوصف إلا بأنه بمثابة استهزاء بالثوار، مضيفة أن الخريطة السياسية الحالية في مصر تبشر بوجود اضطرابات كثيرة في مصر.

المحللون السياسيون يؤكدون أنه في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها مصر فإنه ليس المهم هو الرئيس بالنسبة لمصر التي تنزلق إلى منحدر خطير، المهم هو طاقم الإدارة الذي سيعاون أي رئيس قد ينتخبه الشعب، فمصر لن ينقذها لا عمر سليمان ولا الشاطر أو عصى موسى، مصر تحتاج إلى طاقم إدارة كفء متوحد على هدف واحد هو حب مصر وانتشالها مما المجهول الذي تنزلق فيه وبسرعة كبيرة.
التعليقات على الموضوع