اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب: تكلم حتى آراك يا سيسي


تكلم حتى آراك هذه العباره الشهيرة التي قالها الفيلسوف اليوناني ارسطو اختصرت الكثير من قواعد تحليل الشخصية ولغة الجسد، حيث أنه من خلالها لا يتم الاعتراف بشكل الانسان الخارجي وما يرتديه أو يحمله أويتقلده من منصب أو يملكه من اموال، ولكن العبرة تكون بالتعرف عليه عن طريق تعبيره عن نفسه والإعلان عن شخصه بالرأي الذي يطرحه، والفكر الذي يحمله وبالموهبة التي يملكها.

ففي الحوار الأطول للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، ظهرت الكثير من جوانب شخصية الرجل وأسلوبه وأفكاره وهو ما مثل فرصة حقيقية للتعرف على الرجل وتوجهاته وما يحمله لمصر عن قرب، وهو ما تباري فيه الخبراء النفسيين والاكاديميين ومتخصصي لغة الجسد.

خبيرة لغة الجسد “رغدة السعيد” حللت شخصية “السيسي” مؤكدة أنه ”شخصية حسية”، وأنه ظهر في صورة “الديكتاتور الديمقراطي”، لافتة إلى أن عنده دهاء هائل في إدارة الحوار ويعود للأسئلة المنسية ويذهب إلى أرجاء مختلفة بالرغم من أن معه محاورين اثنين، وكلما يمر الوقت تظهر حدة في الوجه والجانب الحاد.

من جانبه قال أستاذ الطب النفسي الدكتور يسري عبد المحسن أن شتات السيسي في بعض الأحيان وخروجه عن سياق إجابة بعض الأسئلة، سببه أنه قد يكون في حالة إرهاق ذهني بسبب ملاحقة الأسئلة المتتابعة، كما أن المسؤولية الكبيرة المُلاقاة على عاتقه قد تكون سببا في شروده بعض الشئ. 

بدورها خاضت وسائل الاعلام الغربية سباق تحليل الحوار حيث ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه على الرغم من أن السيسي ليس "داعية" إلا أنه تحدث بإسهاب عن المسائل الدينية على نحو يوحي بأن وظيفة الرئيس «الدعوة إلى الله»، في حين انتقدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الحوار قائلة: "جلس السيسي في مقابلة تم إعدادها بإحكام وفحصها بعناية فائقة قبل بثها بيومين".وقالت الصحيفة، أنه وبدلا من بث الحوار على الهواء مباشرة وتقديم أسئلة وأجوبة غير متوقعة، تم التنظيم الدقيق له.

بدورها قالت مجلة «ديلي بيست» الأمريكية، إنه لا مجال للحرية السياسية على الأرض المصرية اذا نجح السيسي في الانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن هذا ما أشار إليه السيسي في حواره، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يعرض فيه وزير الدفاع المستقيل برنامجه الرئاسي يُساق المئات من المصريين إلى الموت.

في حين اشار المتابعون للوضع أن الهروب كان الثمة السائدة  في الحديث حيث أنه هرب من سؤال حول التعريف بأفراد الأسرة وعملهم قائلاً لمديري الحوار "خليني أجاوبك على سؤال المنطقة اللي اتربيت فيها" بالإضافة إلى عدم التطرق إلى نسبه العائلي أو حقيقة ما نشر بشأن تهويد جنسية والدته، كما أنه كرار كلمة "بجد" أكثر من مرة ما ينم عن عدم الصدق في الحديث، معتبرين أنه اعتراف بأن برنامجه الرئاسي وسلة للدعاية وغير قابل للتنفيذ واصفاً إياه "حلم قابل للتحقيق".

وكما حدث مع مرسي والشرعية هاهي الدائرة تدور حيث رصد البعض ترديد المرشح السيسي كلمة «أنا» خلال لقائه مائة مرة، وكان السيسي يستخدم الكلمة أكثر من مرة في الدقيقة الواحدة، وكان يستخدم كلمة "نحن" في بعض الأوقات في إشارة منه إلى الفريق المعاون له.

اذا كان المرء مخبوء تحت لسانه وإذا تحدث ظهر، فقد ظهرت شخصية السيسي كاملة أمام من يعقلون أو من يبحثون عن الحقيقة، وقال لنا صراحة ما يريد الجميع معرفته وأسقط بيده أخر ورقة توت عن كثير من العوارت.

ياسر ابو الريش
كاتب صحافي وباحث سياسي 

ليست هناك تعليقات