اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب: المجتمع المدني مازال ينام في حضن النظام


مؤسسات النفع العام هي العمود الفقري لأي بناء تنموي في أي دولة، وبخاصة في المجتمعات الديمقراطية، حيث يبرز دورها في بناء أسس الحياة المدنية والعمل التنموي، وتساهم في تعزيز السلوك المدني، كما أنها تعمل على تعزيز ونشر مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى تطوير وتنمية المجتمعات.

منظمات المجتمع المدني التي تشمل المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية والمهنية، والمنظمات الخيرية، من المفترض أن تتمتع باستقلالية خاصة عن الحكومة والقطاع الخاص أقله من حيث المبدأ، وهو ما يسمح لها بأن تقوم بدورها الهام.

وبالرغم من أن تلك المنظمات تستطيع أن تقول كلمة حسم في الكثير من القضايا المحورية والمفصلية في المجتمع الذي تعيش فيه، عن طريق تعزيز المشاركة الشعبية وعمل مجموعات ضغط وقيادة الدور الرقابي الشعبوي، إلا انها في بعض الاحيان تفضل الإرتماء في احضان السلطة تاركة الساحة عملا بمبدأ عصفور في اليد.

الإرتماء في احضان النظام، والتهليل لشخص بعينه هو النغمة التي تسود تلك المنظمات منذ فترة طويلة، موجهة كل برامجها وأنشطتها لتحقيق بعص المصالح السياسية تاركة مفهوم العطاء المجتمعي الذي هو صلب عملها الأساسي.

في حين أصبح جزء كبير من تلك المنظمات عبارة عن دكاكين للوجاهة والبروتوكول الاجتماعي فقط حيث فشلت في تقدم مشروع مجتمعي أو رؤية مستقبلية تساهم في اخراج البلاد من الأوضاع السيئة التي تغرق فيها.

مؤسسات المجتمع المدني هي أحد الاركان المتينة الباقية للمساهمة في بناء الاسس التنموية فيجب عليها ألا تسير مع التيار وترتمي في دوامة العمل السياسي، بل يجب ان تظل الراية المسيطرة والطابع المميز للجمتمعات وألا تحاول أن تعيش بعيدا عن ردائها الاصيل، ملتزمة بالحيادية الكاملة، غير ذلك فإنها تلك تحكم على نفسها بالموت الاكلينيكي.
وعلى طريق البناء نلتقي من أجل غد أفضل.

*ياسر أبوالريش
كاتب وباحث سياسي


تم نشرها هنا 

ليست هناك تعليقات