اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب: عم سيد السيوي.. وحكاية وطن

 
الإنتماء بصدق المشاعر، والمسؤولية تجاه وطن تربع على عرش قلبه، محاولا قدر جهده التصدي للسلبيات التي تعترض تنمية بلاده وتطوها، تلك هي المعاني الوطنية التي يحملها عم سيد السيوي بين ضلوعه تجاه مصر.

ففي الصحراء الغربية وتحديدا في أحد اجمل الواحات المصرية، قابلت الحاج سيد احمد مسلم الذي يسكن بالقرب من قلب المدينة على بعد خطوات من قلعة شالي الأثرية، وتعمقت في فكر رجل وطني من الطراز الأول.

وعلى الرغم من بساطة الرجل وعدم حصوله على درجات علمية مرموقة إلا أن لديه رقيا فكريا، وتفكيرا منطقيا لما تمر به مصر من مشكلات، حلول بسيطة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

عم سيد الذي يتحدث أغلب الوقت اللغة الامازيغية السائدة في واحة سيوة، يجلس في غرفة اشبه بغرف اجتماعات المدراء التنفيذيين، لديه ارشيفه الذي يسجل فيه كل شاردة وواردة في تاريخ مصر، كما أن لديه مكتبة فيديو مسجل عليها اللحظات المهمة والانجازات التاريخية، فضلا عن الحوادث والمحاكمات الشهيرة، إلى جانب نسخ متعددة من الصحف الورقية منذ نهاية السبعينات حتي اللحظة الراهنة.

يدهشك الرجل بروعة اطروحاته، ومناقشاته، واطلاعه الواسع، وذهنه الحاضر، حيث يبدو انه عكف على دراسة جميع مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ووضع لها حلولا دقيقة ومحددة، ولذلك تجد عنده أفواج من الزائرين الذين يستشيرونه بصفة مستمرة في العديد من الامور.

الرجل الذي ينتمني إلى قبيلة اللحمودات احد القبائل السيوية، دائما ما كان يحث الناس على المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية، فضلا عن دفعهم بقوة إلى تقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية أو القبلية.

عم سيد هو نموذج للمواطن المصري الحريص على مصلحة بلده، الساعي إلي مد يد العون إلى الدولة، بدلا من أن يمد يده لها، يدعو من حوله دائما الى الإكتفاء الذاتي مثلما يفعل هو، حيث يؤكد دوما أنه يسعى للإكتفاء ذاتيا وعدم القاء همومه على عتبات المسئولين، اذ قام بإنشاء مشروع صغير لتعبئة منتجات سيوة وبيعها محليا، كما سارع إلى المساهمة في تمويل قناة السويس عبر شهادات الاستثمار والتي تعتبر أسرع أداة تمويلية نجحت فى جمع أكثر من 60 مليار جنيه فى بضعة أيام، كما لبى العديد من المبادرات.

الحاج سيد احمد مسلم ليس هو المواطن الوحيد الذي يحمل هذا القلب الوطني، وهذا الولاء لبلده، وإنما احد النماذج المشرفة لأبناء مصر الذين حملوا على عاتقهم مسئولية هذا الوطن بغض النظر عن اختلاف شخص الرئيس، فقد عاصر عم سيد الرئيس عبد الناصر والسادات ومبارك ومرسي والسيسي.
وتبقى المعاني الوطنية أوسع مدى من مجرد كلمات أو شعارات.

**ياسر أبو الريش
**كاتب وصحفي مصري

ليست هناك تعليقات