اعلان بالهيدر

كواليس المائة يوم الأولى لكل من تولى السلطة فى مصر

فى عهد نجيب حلت الجمعية التأسيسية للدستور خوفا من عودة الضباط لسكناتهم

ناصر طبق قوانين نجيب الإصلاحية فى بداية حكمه والرئيس المؤمن خرج للشوارع وهدم السجن الحربى

مبارك أخرج السياسيين من سجون السادات وخطب قائلا " الكفن ملوش جيوب "

ومرسى تخلص من ازدواجية السلطة وأقال المشير 

المائة يوم الأولى من حكم رؤساء الدولة هى مقياس بالغ الحساسية لكل واحد منهم حيث يحاول الرئيس إثبات أنه الرئيس الوحيد للشعب ويحاول القضاء على كل أنواع الصراعات على السلطة التى تحيط به ، ومن ثم يخرج فيها بعدة قرارات هامة حول التمنية الاجتماعية والاصلاحات السياسية ، لذا فسوف نستعرض المائة يوم الأولى من حكم كل رئيس تولى السلطة فى مصر بداية من اللواء محمد نجيب انتهاء بالرئيس محمد مرسى . 

وتعتبر المائة يوم الأولى لحكم الرئيس محمد نجيب شهدت عدد من الصراعات القوية حيث كان هناك صراعا قويا بين أعضاء مجلس قيادة الثورة ونزاعهم على السلطة وكذلك شهدت هذه المرحلة صراعا أيضا بين الأحزاب السياسية التى تنظر هى الاخرى فى حقها الطبيعى فى تولى السلطة بعد رحيل الملك .

ولذلك شهدت أول مائة يوم من حكم محمد نجيب أحداثا ضخمة منها حل الجمعية التأسيسية التى فوضت لوضع الدستور وكان خليطا من الأحزاب السياسية وقيادات بالجيش وكان منها 3 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وهم المستشار عبدالقادر عودة ، وكذلك حسن العشماوى الذى شغل منصب النائب العام قبلها ، والذى كان عضوا بمكتب الإرشاد وكان أيضا المنسق العام بين مجلس قيادة الثورة وبين جماعة الإخوان ، والأخير كان المستشار منير الدلة .

ولكن حدث صراع بين مجلس قيادة الثورة حول التأسيسية حيث لم يوافقوا أن يعودوا إلى ثكناتهم العسكرية مرة ثانية وهم الجنود الشباب ، وكان نجاح الانقلاب العسكرى بالنسبة لهم مغنما كبيرا حيث تشلموا السلطة فى البلاد بعدما كانوا مجرد ضباط ضغار فى الجيش ، وبالفعل تم حل أول جمعية تأسيسية لوضع الدستور هى لم تكن منتخبة وإنما شكلت بالتوافق بين القوى السياسية ومجلس قيادة الثورة وتم حلها فى 10ديسمبر 1952.

فى حين أن محمد نجيب لم يكن الحاكم الفعلى للبلاد وإنما كان تسلط الجنود من وراءه هو المدبر الحقيقى للبلاد ،

وأضاف دسوقى أن نجيب فى أول مائة يوم من حكمه اتخذ قرارت ثورية لتقريبه من الشارع المصرى ولكن لم تكن هناك تنفيذ على أرض الواقع .

مضيفا بأن العسكر لم يكن محبوبا من الشعب المصرى فى بداية الحكم حيث أنهم شباب صغير وقاموا بانقلاب وثورة وفى البلد اضطرابات كثيرة ، حيث قام مجلس قيادة الثورة بمحاولات عدة للانقلاب على محمد نجيب ولكنها فشلت وكان أشهرها التى كانت فى عام 54 فى مارس وحينها بادر الشعب المصرى بالخروج إلى ميدان عابدين واحتشدوا أمام قصر الرئاسة بعابدين وحاول اللواء محمد نجيب صرفهم بعدما أحاطوا بالقصر من كل الجهات ، ولكنه لم يستطع أن يصرفهم وفى حينها خرج عبدالقادر عودة من شرفة قصر الرئاسة وأشار حينها للجماهير بالانصراف وعلى الفور انصرفت الجماهير ، وهو الأمر الذى أقلق جمال عبدالناصر الذى بهر بقوة هذا الرجل أمام الجماهير ، وهو ما جعله فيما بعد يجعله أول من تخلص منهم بإعدامه  فى العام ذاته بعد إجباره لنجيب على تقديم استقالته من رئاسة الجمهورية .

أما عن أول مائة يوم فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر فقد قضاها عبدالناصر فى محاولة تدعيم نظام حكمه بعدما أقال محمد نجيب من منصبه حيث حاول تقريب قيادات الجيش منه وكسبهم فى صفه ، استمال الكثير منهم بعدم محاسبتهم فى كثير من قضايا الفساد ، ولكنه فى ذات الوقت قام بعملية تطهير كبرى فى الجيش بإفعاء عدد من القيادات التى يتخوف منها من مناصبهم ، وفى ذلك الوقت تم ترقية  عبدالحكيم عامر من رتبة نقيب إلى رتبة مشير مرة واحدة حتى يستميله ،

ولكن احتاج عبدالناصر لعمل عدد من الأعمال الإصلاحية التى تم تسليط الدور الإعلامى عليها بقوة حتى يطمئن الشعب لمسار الثورة التى قلق منها ، خاصة مع تصفية نجيب وعدد من قيادات الإخوان فقام بتطبيق قانون الإصلاح الزراعى الذى كان مقررا منذ حكم محمد نجيب إلا أنه لم يفعل وفعله عبدالناصر ووزع الأراضى على المواطنين .

وكذلك فإنه قام بتأميم قناة السويس ، وأخيرا حدث العدوان الثلاثى على مصر فى المائة يوم الأولى من حكمه وهو ما جمع الشعب حوله لصد العدوان .

فى حين شهدت أول مائة يوم فى حكم الرئيس محمد أنور السادات أحداثا درامية كبرى، حيث حاول القوى الحاكمة القريبة من عبدالناصر فى إعاقته فى حكمه ، حيث كان يحيط به شعراوى جمعه وزير الداخلية وأمين هويدى رئيس المخابرات وأبوالحسن أبو النور وزير الاعلام ، سامى شرف مدير مكتب جمال عبدالناصر ، وحاولوا إحراجه أمام الشعب بتقديمهم لاستقالتهم جميعا فى وقت واحد ولكنه أدرك ذلك بذكاء فقبل استقالتهم جميعا وقام على الفور بالاستعانة بالحرس الجمهورى وقبض عليهم سريعا ، حيث كان السادات محيطا بالضباط الأحرار ففهم اللعبة المدبرة  له ، وسمى ذلك بثورة التصحيح ، وبعدها بحث السادات عن قوة جديدة تحميه من القوة الناصرية والشيوعية لذا بدأ فى الإحتماء فى القوى الإسلامية ، وبدأ يظهر بمظهر الرئيس المؤمن ، وكان يخرج للشارع ويصلى فى المساجد واعتمد على الجماعات  الإسلامية  بعد أن أخرجهم من المعتقلات  للقضاء على الشيوعيين والناصريين خاصة فى الجامعات ، وكذلك اتجه للإدارة الأمريكية وتحالف معها بعد أن كان عبدالناصر يرتمى فى حضن الاتحاد السوفيتى ،

وبدأ السادات، وبعدها قام بعدد من الخطوات الإصلاحية حيث قام بحرق الشرائط التى كانت تتجسس بها المخابرات على الشعب ، وألغى التجسس مطلقا على الشعب ، وهدم السجن الحربى وحوله لإستاد القاهرة.

أما فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك فبدأ عهده بعدد من الإصلاحات التى سهلت حكمه فكان أول قرار اتخذه هو الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلهم السادات فيما سمى فيما بعد بـ " خريف الغضب " ، ولكنه سريعا ما استعدى القوى الإسلامية وقام بتهميشها بشده واعطى مساحة أكبر للقوى الليبرالية والعلمانية ، وسريعا ما فشل مبارك فى انتشال البلد من حالة الفساد التى كانت عليه ، ولكنه فى ذات الوقت حاول يظهر بمظهر الديمقراطى البعيد عن الفساد والمعادى له حيث قال فى أول لقاء له أمام نواب البرلمان " أن الكفن لا جيب له " وهى أشهر كلماته على الإطلاق .

وخلت اول مائة يوم من عهد الرئيس مبارك من أية صراعات على السلطة كما كان الحال فى الثلاثة الذين سبقوه، ولكنه مع هذا لم يفعل أى شئ يذكر للبلد فى المائة يوم الأولى من حكمه.

وبعد قيام الثورة وتولى المجلس العسكرى ، ربما كان المجلس العسكرى هو الحاكم الفعلى للبلاد فى أيام الثورة الثمانى عشر ، ومن المعروف مدى شعبية الجيش عند جماهير الشعب المصرى حيث يحظى بشعبية كبرى وكانت تلك هى أول تجربة لحكم المجلس العسكرى للدولة ، ولم يكن الشعب يعرف ما هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ولكن عكرت عدد من القوى السياسية صفو هذه العلاقة حيث قسوة المجلس العسكرى فى مجابهة المظاهرات التى انطلقت فى الشوارع مما أدى إلى مذابح مات فيها العشرات غالبيتهم من الشباب .

وكذلك حدث تباطئ شديد وتخبط فى القرارات التى كان يصدرها المجلس العسكرى مما أدى إلى تراجع شعبيته فى الشارع المصرى ، ولكن القشة التى قسمت ظهر البعير هى تنافر القوى السياسية وصراعها حول السلطة مما أدى بالمجلس العسكرى لتأجيل تسليم السلطة ومد الفترة الانتقالية  غير أن كثير من قراراته اعتمدت على جهاز المخابرات والتى كانت تدور بعقلية عمرسليمان  ، وعليه فقامت مظاهرات وحدثت مذابح محمد محمود ورئاسة الوزراء .

أما بعد انتخاب  الرئيس محمد مرسى فإنه قد قطع عهدا على نفسه بأنه أعد خطة لأول مائة يوم بإصلاح خمسه ملفات أساسية وهى الوقود والخبز والمرور والنظافة والأمن ، ولكنه كانت عنده تحديات أكبر حيث مثل له المجلس العسكرى شريكا فى السلطة مما جعل القوى الدولية حينما تزور مصر تخاطب رئيسين هما مرسى وطنطاوى ، ولكنه سريعا ما تخلص من ازدواجية السلطة بإقالة المشير ورئيس الأركان وتفرد هو بالسلطة كاملتا ، وألغى الإعلان الدستورى المكمل الذى كان يطلق عليه " المكبل " حيث يسلب الصلاحيات من رئيس الجمهورية ويمنحها للمجلس العسكرى.

ولكن مثلت الصعوبة فى تنفيذ الوعود التى قطعها الرئيس على نفسه للشعب من إصلاحات إلا أن الرئيس صارح الشعب بأنه توصل وفق الحسابات إلا أنه أنجز 70 % من هذه الوعود ، ولكنه صارح الشعب أن العائق الأكبر هى يد الفساد التى امتدت إلى كل شئ وأن التحدى هو كيف نتخلص من كل هذا الحجم من الفساد .

هذا المحتوى من جريدة المصريون

ليست هناك تعليقات