الصناعة المصرية إلى أين

الصناعة المصرية إلى أين






التقليد واستنبات التكنولوجيا(1)



يقول الخبراء ان الصناعة في مصر تحتاج لكي تنهض الى عدة اشياء منها التقليد كخطوة اولي ولكن للأسف الشديد فإن التقليد الصناعي يكاد يختفي تماما من حياتنا الصناعية فالصناعة في بلادنا تعتمد على رخص الانتاج الذي لا تحيد عنه ولقد تعقدت عقود رخص الانتاج تعقيدا يستحيل معه نمو الصناعة الوطنية واصبحت شروطها معوقة تماما لأي استنبات تكنولوجي ،انظر ان شئت لمصنع سيارات عربي كمصنع نصر للسيارات ...فبعد اكثر من عشرين عاما على بدء انتاجه مازال هذا المصنع يعتمد على رخص انتاجه في كل شئ حتى في مواسير العادم التي يصنعها السمكرية في ورشهم الصغيرة. فالدول الصناعية الكبري عن طريق المنظمات الدولية تدخل الشعوب الصغرية في معاهدات
صناعية لحماية صناعاتها من محاولات التقليد واحسب ان ذلم عبث يجب ان نحيد عنه .

نعم يجب ان نحصل على رخص انتاج ولكن لابد ان يقوم رخص الانتاج هذا بدور الشرارة الاولى في الفلسفة الصناعية ومن اجل ذلك لا بد ان يكون في المصنع جهاز تقليد على اعلى مستوى تقني وعلمي وان يكون هذا الجهاز متصلا بالجامعات ومراكز البحوث ليوزع عليها بحوث التقليد ومشكلاته وفي نفس الوقت تحاسب الادارة العليا في المصانع حسب برنامج زمني لابد ان تنهي خلاله الاعتماد على رخص الانتاج وتعتمد بعده على التقليد ثم الابتكار وفلسفة التقليد تقوم اساسا على فهم كامل للوظائف التي تقوم بها الاجزاء المختلفة لمنتج ما مجتمعة او متفرقة .

فمثلا اذا كنا نعرف ان جزء من المنتج يجب ان يؤدي وظيفة معينة بمواصفات معينة تحتاج الى خواص بعينها ..هذه المعرفة تمكننا من توقع مادة هذا الجزء او بدائلها في حدود 95% بطرق معروفة في علوم المواد ... ولكن ستبقى هناك اثار واضافات في هذه المواد لا يمكن ان تعرف الا بمحاولات معملية حتى نصل الى الصفات المرجوة .

ولابد على المقلد كذلك ان يجري بحوثا تطبيقية لدراسة النواحي الوظيفية من حيث المتانة والاعتمادية والعمر الافتراضي على المنتج المقلد.




همسة :


اعتقد المنتجون الامريكيون لفترة من الزمن انهم يحتفظون بسر تميزهم في مفاهيم النظم الانتاجية والتعبئة ولذلك لم يروا بأسا في نقل عملية تصنيع الاجزاء الحيوية في منتجاتهم الى اقطار ذات تكلفة انتاج منخفضة ولكنهم الان
يعضون اصابع الندم بعد ما اصبحت تلك الاقطار والتي كانت حتى وقت قريب موطنا للعمالة الماهرة ذات الاجور المنخفضة الى ان اصبحت من اكبر المنافسين للمنتجات الامريكية (لانهم فهمو الية عمل الاجزاء)

فهل نتعلم الدرس.