اعلان بالهيدر

شتاء الحرية على الابواب





هل سوف نعود لمرحلة التوجيه الفكري والقمع

شتاء الحرية على الابواب


إن حرية الرأي والتعبير هي حرية التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الاعمال الفنية بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة .


ففي أغسطس 1789 صدر ( إعلان حقوق الإنسان و المواطن في فرنسا ) ، و قد ورد في المادة الحادية عشر منه ( أن حرية التعبير عن الأفكار و الآراء هي من الحريات الأساسية للإنسان ، وأن لكل مواطن الحق في التعبير والكتابة و النشر بكل حرية ، إلا في حالات الإسراف في هذه الحرية ، وفقاً
لما يحدده القانون) .
ولكن يبدو أن عمر الحرية أوشك على الانتهاء سريعا وبدأت حملات تقويدها وتحجيمها من كل الجهات.


فمنذ عدة أيام مضت تم اقتحام قناة سكوب الفضائية الكويتية من قبل اشخاص مجهولون بسبب اعتيادها طرح الافكار بحرية ومناقشة القضايا بجرأة وأريحية غير عادية وكان من أشهر برامجها البرنامج الحواري “زين وشين” ومن قبله المسلسل السياسي صوتك وصل.

وبالرغم من أن المادة 36من الدستورالكويتي تقول( أن حرية الرأي و البحث العلمي مكفولة ، و لكل إنسان حق التعبير عن رأيه و نشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما ، و ذلك وفقا للشروط و الأوضاع التي يبينها القانون).

فقد كانت هناك حملة المنع والمصادرة التي تمت في معرض الكتاب الدولي الخامس والثلاثين لبعض الكتب والكتاب مع ان الكويت من الدول الأولى في حرية التعبير وسقف الحريه بها حدوده السماء.

لكنه مقص الرقيب.
ورغم أن هذه الكتب غير ممنوعة في مصر أو غيرها من الدول ، كما أنها لا تتضمن أي مساس بالحكومة أو الاوضاع الكويتية.

وهذا جعل صلاح المضف رئيس لجنة الحريات في الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان يصف المنع بالعبث الفكري التوجيهي ويمثل إعتداءاً مستمراً على الحريات. وتجاوزاً على النصوص الدستورية التي تكفل
الحريات العامة والشخصية وحرية البحث العلمي.
وقال ميلتون في مذكراته– في وصف السوق المفتوح للآراء ( يجب إتاحة مناخ التجادل بين الناس حتى تسود الحجج الجديرة بالسيادة).

ومع ذلك فقد قامت مصر بإغلاق اثني عشر قناة فضائية في شهر واحد ، بالاضافة الى أزمة قناة اوربيت وجريدة الدستور، ومن قبلها جريدة البديل .ومطاردة المدونين المعارضين .

يجب إتاحة مناخ التجادل بين الناس حتى تسود الحجج الجديرة بالسيادة
وفي عام 1966 صدر في الأمم المتحدة ( العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ) ، و قد ورد في الفقرة الأولى من المادة التاسعة عشر منه( أن أي شخص لا يمكن أن يكون عرضة للضغوطات بسبب آرائه)
. لكن يبدو هذه العهود لا تعدو كونها مجرد كلمات سطرت على اوراق .


دعه يعرف الاسباب

وفي احد الايام قال ابراهام لنكولن في عام 1864 «دع الشعب يعرف الاسباب وتأكد أن الدولة ستكون آمنة" لأنه من حق المواطن ان يعرف ويفهم لكي يستطيع اتخاذ او تعديل القرارات الهامة بحياته ووطنه ، ولكي يعرف مختلف الآراء والدلائل ولكي لا تكون الدولة وصية على العقول ومسيطرة على الافكار والرؤى .

ولكن هذا كله يعتبر كلام مرسل فقد تم اغلاق مكاتب قناة البغدادية الفضائية وتم القبض على عدة اشخاص بها بسبب تغطيتهم الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد وتم محاصرة مقر القناة وهذا ما أكدته منظمة مراسلون بلا حدود.

ويبدو أن الحال ليس احسن حالا في دولة السودان فبعد اغلاق مكتب البي بي سي ومونت كارلو تم اغلاق اذاعة دبنقا التي تبث من هولندا بسبب بث الإذاعة لتقارير عن الصراع القائم في دارفور.

وفي 16 نوفمبر 1945 صدرت في لندن ( الاتفاقية المؤسسة لليونسكو ) ، و قد ورد في الفقرة الثانية من المادة الأولى ( و لهذه الغايات فإن المنظمة تعزز التعارف و التفاهم بين الأمم ، بمساندة أجهزة إعلام الجماهير و توصى بهذا الغرض بعقد الاتفاقات الدولية ، التي تراها مفيدة
لتسهيل حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة و الصورة ) .
ومع ذلك فقد قامت حكومة حماس بإغلاق مقر نقابة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزه دون أبداء أية أسباب وقد اصبح الصحفيين الفلسطينيين الآن يعملون في اجواء وظروف صعبة وبدون اي تغطية دفاعية من نقابتهم.

و قد ورد في المادة التاسعة عشرمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في ديسمبر 1948 ( أن لكل شخص الحق في حرية الرأي و التعبير ، و يشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون تدخل ، و استقاء الأنباء و الأفكار و تلقيها و إذاعتها بأية وسيلة كانت ، دون تقييد بالحدود الجغرافية )

ولكن وزارة الاتصال المغربية اصدرت يوم 29أكتوبر 2010، قرارا بإيقاف نشاط قناة “الجزيرة” في المغرب لأجل غير مسمي, وإلغاء كافة التصاريح الممنوحة لطاقم القناة داخل المغرب بحجة أن
سياسة القناة تغيرت وهو ما ترتب عليه الإضرار بمصالح البلاد العليا.
وقد شعرت بعض الأطراف بهذا الخطر الذي يزحف نحو الحرية ليغتالها فحاولت التصدي له منها جمعية الخريجين والتي اصدرت كتاب بعنوان «حالة حرية التعبير في دولة الكويت... 1995-2007'، وهو كتاب يضم التقارير الأربعة التي سبق للجنة الدفاع عن حرية التعبير بجمعية الخريجين أن أصدرتها.

والشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان والتي اصدرت عدة كتب ترشد وتنصح الصحفيين والاعلاميين كيفية الدفاع عن حقوقهم .

إن التراجع الملحوظ في حرية التعبير والحصار والتضييق والإغلاق الذي طال المؤسسات الإعلامية وبعض الصحف يجعلنا نتساءل في حيرة حول مصير هذه الحرية.


هناك تعليقان (2)

Unknown يقول...

ما شاء الله فنان وكاتب ومفكر ومبرمج
بالتوفيق اخي وشكرا لرايك في مدونتي علقت على ما قلت فنحن لا نعرف اننا كنا في لعبة الا بعد خرجنا منها
تحياتي

غير معرف يقول...

للموضوع قصة موجوده في المدونة فمقهى العزاب اول قصة وضعتها في المدونة لكن نصحني صاحب مدونة مشهورة ان احول اسمها الى شئ شخصي ليعبر عني فاصبح اسمها هكذا
تحياتي لذوقك في المدونة والتصميم الراقي ما شاء الله تبارك الله