اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب: العمق الاستراتيجى والحزام الأمنى


العلاقات الإسرائيلية الإفريقية ليست حديثة العهد بل هي قديمة قدم فكرة بناء وطن قومي لليهود فقد كانت أوغندا هي الموقع المنتقى، قبل الاستقرار على فلسطين كوطن قومي.
وظلت أفريقيا حاضرة في دائرة اهتمام الصهاينة، ليس فقط بمعنى الوطن القومي، بل بمنظور العمق الاستراتيجي والحزام الأمني الذي يطوق العرب، وعلى خطى هذه الأبعاد والمصالح التاريخية تواصلت إستراتيجية إسرائيل تجاه أفريقيا، وتنامت لتصل إلى ما هو عليه اليوم من تطور يهدد الأمن القومي العربي ...فكيف تخلى العرب عن إفريقيا لإسرائيل؟
أزمة التعاون العربي الأفريقي
ظهرت العديد من السلبيات في التعاون العربي الأفريقي مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات حيث شابت العلاقات في تلك الفترة أزمات ثقة وشكوك متبادلة في نوايا كل طرف تجاه الآخر بسبب آثار ونتائج اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.حتى إن قضية عضوية مصر في منظمة الوحدة الأفريقية وفي اللجنة الدائمة للتعاون العربي الأفريقي أثارت كثيرا من الجدل وحدث توقف في اجتماعاتها بين عامي 1978 و1982.
ومن أبرز صور الارتباك في العلاقات العربية الأفريقية في تلك الفترة قرار المنظمة عام 1978 الذي يطلب عدم التدخل العربي في النزاع بالقرن الأفريقي.
متابعة جيدة

وقد استفادت إسرائيل من نتائج تلك الأزمة وبدأت في متابعة ما يحدث من انكسار وشروخ في العلاقات العربية الأفريقية وعملت على تعميقها واستغلالها لصالحها كي تحل محل الدول العربية في القارة الأفريقية على المستوى التجاري والاقتصادي والعسكري، فتزايدت صادراتها إلى أفريقيا وتزايدت وارداتها منها ومارست نشاطا في حوالي 22 دولة أفريقية في ميادين إنشاء المشروعات المشتركة والتدريب العسكري والمعونة الفنية. كما أرسلت بعثاتها الزائرة إلى القارة في صورة سرية وعلنية مع تسريب الأخبار بشكل متعمد, وتمكنت إسرائيل من إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأفريقية تباعا بداية من زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) عام 1982 وليبيريا وأفريقيا الوسطى عام 1983.
عدة مسارات
ويقول أ.د. محمود أبو العينين وكيل معهد البحوث في التقرير الاسترتيجى الأفريقي (الإصدار الخامس) والذي يغطى عامي (2007/2008) والصادر عن مركز البحوث الأفريقية التابع لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية أن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية مرت بمراحل عدة، وتدخلت فيها العديد من العوامل والأسباب، وانتحت الكثير من الآثار والثمار في مختلف المناحي، التي أثرت سلبا، عبر مسارات عدة، على الأمن القومي العربي، وفى قلبه الأمن الوطني المصري، بالإضافة إلى خطورة وعمق الآثار المستقبلية السلبية لهذه العلاقات المتنامية.
هذا وقد شهدت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية تحولا مهما خلال العقد الحالي، سواء على نطاق هذا الانتشار أو على درجة تعمقه، والتي وصلت إلى مرحلة ما تسمى "ترسيخ العلاقات".
أما العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية الأفريقية فيؤكد التقرير أن القارة الأفريقية تحظى بأكبر نسبة تمثيل دبلوماسي إسرائيلي على مستوى العالم؛ حيث أن نسبة البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا مقارنة ببعثاتها فى العالم تصل إلى (47%) وذلك في عام 2008.
وتخلى الجانب العربي عن الأساس الإستراتيجي والأيديولوجي الصحيح الذي يقضي بأن التعاون العربي الأفريقي هو أمر تحتمه ضرورات الأمن المشترك والمصلحة المشتركة.


ياسر أبو الريش

تم نشرها في جريدة الراي الكويتية ومجلة العالم الأن


http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=276578
تم الاستناد إلى عدة مصادر في كتابة هذا التقرير
 

ليست هناك تعليقات