اعلان بالهيدر

هبة ضاعت والنيل يستغيث





في الأعراف السياسية حينما تدخل في قضية ما فلابد ان يكون لديك خريطة عمل واضحة، وحلول رئيسية وبديلة، أما عندنا في مصر فكله بيمشي على البركة أو بحسب المزاج.

فبعد إعلان الحكومة المصرية وبشكل رسمي عن فشل المفاوضات مع الدولة الأثيوبية حول سد النهضة، خرج الجهابذة علينا من كل شق وجحر ليرسموا خريطة لمواجهة هذا الفشل، أي أنه لم يكن هناك خطة واضحة.

ورقة الخيار العسكري الرادعة خسرتها مصر بحسبب المحللين، لأنها إذا أقدمت على هذه الخطوة فسوف تدخل في عقوبات دولية لأنه يوجد اتفاقات وقعت عليها مصر، ولن تجدي أي مفاوضات دبلوماسية جديدة.
نالت أثيوبيا ما ارادت بعد أن وقعت مصر في مارس 2015 وبشكل رسمي على الاتفاقية الشهيرة التي سميت باتفاقية المبادئ، لعبت على عامل الوقت أو اتيح لها ذلك لتستغله، حتى أصبح السد اليوم أمر واقع.

ومنذ بداية العمل الفعلي في سد النهضة تم إطلاق هرمون التهدئة بين الشعب المصري عن طريق الأبواق والتصريحات الفنكوشية والمشاريع المستحيلة فنيا مثل مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل، وهو المشروع الصعب تنفيذه ويحتاج لموافقة 21 دولة وتكلفته باهظة جدا.

وبالتوازي قالوا سوف ننشئ أكبر محطة تحلية مياه في العالم لإمداد مصر بالمياه الازمة للشرب وهو وعد متسرع أيضا ولن يفي بالغرض، طيب وبالنسبة للزراعة عادي تموت.. وبما أن مصر عرفت منذ القدم بأنها هبة النيل فقد ارتبط وجودها بهذا النهر الذي يمدها بشريط طويل من التربة الخصبة الممتدة عبر الصحراء.. وبما ان هبة على وشك الضياع فلابد أن نبحث عن هبة أخرى.

ومع وضع أثيوبيا اللمسات النهائية على المشروع الذي تقيمه على النيل الأزرق والذي تصل سعته التخزينية لـ 74 مليار متر مكعب، وهي نفس حصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل.. نتساءل هل أدارت اثيوبيا صراع سد النهضة بذكاء شديد، بينما تم استدراجنا، ام أنها خطة دبرت بليل لتسليم نهر النيل تسليم أهالي لإسرائيل عن طريق ترعة السلام.

**ياسرأبوالريش
**صحفي مصري


ليست هناك تعليقات