العراق..مازال يرقص على السلم

بعد أن ظن الجميع في العراق أن الأزمة التي فجرتها مذكرة اعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في طريقِها إلى الحل، بعد الوساطات الكردية ولقاء المالكي بالنجيفي، يعود التوتر ليتسيد المشهد السياسي مرة أخرى، وهذه المرة عندما طالبت بغداد إقليم كردستان العراق بتسليم الهاشمي، والغموض الذي يلف موقف الأكراد الذين استقبلوا الهاشمي لأنهم لم يعلنوا رسمياً قبول أو رفض الطلب حتى الآن.
استعراض القوة والتصعيد المستمر الذي يمارسه رئيس الوزراء نوري المالكي حسب تعبير المراقبين الأكراد قد يقضي على فرصة نجاح المؤتمر العام للقوى السياسية الذي تستعد بغداد لاستقباله قريباً.
في تلك الأثناء دعا نائب رئيس الوزراء والقيادي بالقائمة العراقية صالح المطلك إلى تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي، معتبرا أن بقاءه في رئاسة الحكومة يساوي تقسيم العراق وسيجره إلى كارثة، وأكد المطلك امتلاكه معلومات تشير إلى أن إيران ومنذ اندلاع الأزمة السياسية تضغط باتجاه إبقاء المالكي على رأس الحكومة، محذرا من تأثيرات بقائه على الدورة الانتخابية المقبلة.
كلام المطلك جاء تأكيدا لما أشار إليه عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون ماكين، من انهيار حكومة المالكي وتفكك العراق إلى ثلاث دول مختلفة، مؤكدا أن انتشار الميليشيات وفرق الموت في البلاد وتصاعد التوتر بين المناطق الكردية وباقي العراق وهروب الهاشمي إلى أربيل دليل على تفكك البلاد، إلا أن ماكين حمَّل إدارة الرئيس أوباما مسؤولية تدهور الأوضاع في العراق لامتناعه عن إبقاء قوة عسكرية أمريكية في البلاد.
وفي السياق نفسه أعربت تركيا المجاورة للعراق عن قلقها من خطر اندلاع حرب طائفية في العراق تؤثر على المنطقة بأكملها، ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زعماء مختلف الكتل السياسية والدينية العراقية إلى الإصغاء لضمائرهم للحؤول دون أن يتحول التوتر الطائفي في بلادهم نزاعا اخويا.
ودعا اردوغان بغداد خصوصا إلى اتخاذ إجراءات لاحتواء التوتر الذي يحوط بمحاكمة نائب الرئيس العراقي وضمان محاكمة الأخير بعيدا من الضغوط السياسية.
العراق الذي يشهد أزمة سياسية حادة تتجه أنظاره الآن للمؤتمر الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني لحل الأزمة التي يمر بها المشهد السياسي.
التعليقات على الموضوع