اعلان بالهيدر

حلم تايه



انتخابات الرئاسة التي تشهدها الاجواء المصرية ويشتد لهيب منافستها قد أظهرت نتائجها المبدئية على دخولها جولة الاعادة بين مرشحين أحد أركان النظام السابق .. ومرشح الإخوان المسلمين، مما يحيي صراعا على السلطة يعود الى عشرات السنين بين النخبة العسكرية والنظام القديم في مصر والمعارضة الاسلامية القوية.
وتصدرأحمد شفيق في المحافظات ذات المناطق السياحية، وفي المناطق ذات الكتل التصويتية الكبيرة للأقباط واكتسح أيضا محافظة المنوفية بالكامل، وهي مسقط رأس الرئيس السابق حسني مبارك، والدائرة الانتخابية لرجل الأعمال المعتقل، أحمد عز.
وقد اشتعلت ردود الأفعال الغاضبة من تقدم الفريق أحمد شفيق -المرشح الرئاسي ووزير الطيران المدني في عهد مبارك- وذلك لاحتسابه من "فلول" النظام السابق، والذي حاول مجلس الشعب جاهداً أن يقوم باستئصالهم من خلال "قانون العزل" لكن "اللجنة العليا للرئاسة" قبلت تظلمه وعاد ليقود المشهد الانتخابي بطريقة أو بأخرى.
ردود فعل
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أكد في رسالته للشعب المصري "أنه يدرك جيداً أن الأمانة تقتضى أن تُواصل الملايين الأربعة عشر التى اختارتنا السير فى نفس الطريق بجولة الإعادة، طريق استكمال مطالب وأهداف الثورة، داعيا لتجميع الجهود والأصوات لمواجهة النظام الفاسد".
في حين أكد الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية ان صعود احمد شفيق يعني بقاء النظام القديم وتصفية الثورة بينما يعني صعود الاخوان أن مصر ستقترب إلى حد كبير من الدولة الدينية.
بدوره أكد اتحاد شباب الثورة أنه لن يعترف بالنتيجة التي حصل عليها شفيق لأنه بالأساس معزول سياسيا'' طبقا لتعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية الصادر عن مجلس الشعب مؤخرا''. ووصف الاتحاد شفيق بأنه ''مرشح المجلس العسكري والثورة المضادة الصريح''.
وأرجع الاتحاد أسباب نجاح شفيق إلى عده أسباب منها ''الإخوان أنفسهم الذين استأسدوا بكل شيء وجعلوا الناس ينظرون إلى رجال مبارك علي أنهم المخلصين من سيطرة الإخوان، مؤكدين أن تساوي نتيجة شفيق ومرسي رغم الإمكانيات الجبارة لجماعة الإخوان تستحق التوقف عندها.
كذلك أكد الاتحاد أن المرشحين المحسوبين علي الثورة حمدين صباحي وأبو الفتوح يتحملون المسؤولية بسبب عدم الاستجابة إلى نداءات التوحد برئيس ونائب أو مجلس رئاسي.
حركة (6 أبريل) اشارت بدورها إلى انها تتجه للاصطفاف وراء الدكتور محمد مرسي، في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية بشرط وجود مجموعة من الضمانات السياسية. تتمثل في المشاركة في وضع الدستور، ووضع شخصيات مدنية في فريقه الرئاسي مثل حمدين صباحي.
حلم تايه
في الوقت نفسه يقول د. ياسر برهامي: ما أشبه الذين أيدوا رموز النظام السابق (شفيق) بقوم موسى الذين عبدوا العجل بعدما رأوا الآيات مع موسى صلى الله عليه وسلم..أمر في غاية الألم أن تجد قسطا كبيرا من الشعب يتوجه إلى اختيار هؤلاء مرة أخرى.
لو شفيق فازهمشى ويا الشحاتين وابكى على حلمى اللى تاه , بس مش هشحت رغيف هشحت وطن لله هذا ما قاله الشاعر الثوري هشام الجخ.
بدوره دعا الأديب العالمي الدكتور علاء الأسواني الفريق شفيق، الذي إلى مناظرة معه.وحدد الأسواني في تغريدة عبر حسابه بتوتير قناة ''أون تي في'' الفضائية مكانا للمناظرة. متمنيا ''أن يعرف (شفيق) هذه المرة إذا كان الوزير منصبا إداريا أم سياسيا لأني سألته في المناظرة الأولى فلم يعرف''.
في حين حذّر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشعب المصري من عودة "فلول" النظام السابق إلى سدة الحكم " مؤكدا أن إسقاط أحمد شفيق كأحد رموز نظام مبارك واجب ديني وشرعي وخلقي"
استشاري الطب النفسي دكتورة منال عمر أكدت أنها ستعطي صوتها لمرشح الإخوان رغم كل تحفظاتها، لأن الفرق بينه وبين مرشح النظام السابق فرق السماء والأرض، وقالت انه يستطيع الفرد أن يسلم على من يطمع فيه، ولكنه لن يقدر على مد يده لمن تتلوث يداه بالدماء.
شاهد من أهله
وهنا نجد نفسنا مع أحد افراد عائلة شفيق يطالبه بالجلوس في بيته حيث طالبت ابنة عم الفريق شفيق بعدم انتخاب ابن عمها الفريق شفيق، لأنه سيعيد نظام حسني مبارك الخائن الفاسد الذي خلعه الشعب المصري وهو خطر على مصر.
ردود فعل غربية
قالت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية إن وصول آخر رئيس وزراء في عهد مبارك (شفيق) إلى جولة الإعادة يدفع البعض للتساؤل هل انتهى تأثير الثورة ليقترب أحد أركان الفلول من الرئاسة، ويكون أول رئيس لمصر بعد الثورة "كارها" لميدان التحرير، أم أن الشارع فقده الإسلاميون، خاصة أن شفيق يقدم نفسه على أنه حصن ضدهم.
في حين حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من جولة جديدة من التوتر تضرب مصر لاسيما أن كل المؤشرات تقول إن جولة الإعادة ستكون مواجهة حامية الوطيس بين الإسلاميين، والفلول الذين يعتبرون هذه الجولة فرصتها لإعادة النظام السابق من جديد.
الحزب الوطني

مسئول الاتصال السياسى بالحزب الوطنى المنحل، بقنا محمود الحداد يقول فوجئت بعد حل الحزب الوطنى تماماً وكل قياداته إما فى السجن أو تفرقوا لأعمال أخرى، إلا أنهم قاموا بالاتصال بنا لتجميع العاملين السابقين بالحزب مرة أخرى من أجل دعم ومساندة الفريق "أحمد شفيق" فى الانتخابات الرئاسية.
وأرجح أن السبب الرئيسى وراء لجوء شفيق لقيادات الحزب الوطنى المنحل لمساندته، لأن الانتخابات لا يمكن تزويرها مرة أخرى، فبدأ نوع من التنظيم من خلال التعيين فى كل قرية ومركز أمين وحدة حزبية فى كل أنحاء الجمهورية والتى وصلت إلى 7500 وحدة حزبية والتى تتمثل وظيفتهم فى حشد الجماهير فى الانتخابات لتصويت لمرشح بعينه وحشدهم عن طريق مؤتمرات جماهيرية وكل شخص مطالب أن يأتى معه 10 أفراد ويأتى مصطحباً معه كل أفراد أسرته، وبالتالى القرى والنجوع عبارة عن قبائل والتحكم فى صوت انتخابى واحد لتأييد شفيق سيكون عاملاً مؤثراً.
متحدون ضد الفلول
لم يخرج الثوار في مصر إلى الشوارع والميادين كي يستبدلوا مبارك برجل عسكري آخر او ليسلموا السلطة لقيادي إسلامي لكنهم استيقظوا على هذين الخيارين بعد الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة.
والتساءل الحالي، هل ستتجه مصر نحو الثورة الثانية في حال فوز شفيق أم سترضى بذلك، مع انتشار الدعوات للنزول إلى ميدان التحرير للتظاهر ضده وإٍسقاطه، أم سيكون حاصلاً على الشرعية في ظل انطلاق حملة "متحدون ضد الفلول"، ونشر سيناريو للثورة المضادة التي تضع شفيق على رأسها لحماية مصالح النظام السابق.. لن ننتظر لنرى بل سوف نتحرك لنصنع تاريخنا فمصر تستحق الافضل.


هناك تعليق واحد

غير معرف يقول...

الله يبارك فيك استاذ ياسر ويبارك في قلمك