اعلان بالهيدر

يوميات رجل منفصل 2



قبل أن ابدأ في الحكي اريد أن اُذكر أن هذه السلسلة المقالية اكتبها لعل تلك الأفكار والكتابات تجد من يستفيد منها.. وأؤكد أنها ليست بالضرورة ان تكون قد حدثت لكاتبها ولكنها مجموعة من الأفكار الاجتماعية اخترت لها هذا الاسم لأشير إلى خطورتها على كيان الاسري.
جلسا على معا أمام التليفزيون وقال لها حبيبتي بما أننا اصبحنا كيانا واحدا في جسدان أود ان اطلعك على بعض افكاري ومشاريعي التي لا يعلم عنها احدا غيري وأتمنى أن لا يعلم بها أحدا غيرنا..قالت له اعرف يا حبيبي اسرارنا لا تخرج خارج بيتنا.
وأثناء جلوسه مع اصدقائه سمع أحدهم يقول أن زوجته اخبرته ان صديقة لها اخبرتها أن أحدهم سيفتتح قريبا المشروع الفلاني في المنطقة الفلانية وقد رتبت كل شئ كي اسبقه وقالت ايضا كذا وكذا وكذا .. رجع الى بيته وقال لها ألم لكي ان اسرارنا بيننا وأكدت عليكي قالت له لم اخرج سرا للخارج فقال لها من اين عرفت فلانة عن مشاريعي قالت فقط حكيت لها بصورة عابرة وقلت لها لا تخبري احدا فابتسم وقال فعلا هي لم تخبرا احدا خارج منطقتها.. وقال لها لا عيش لكي معي.
هذا هو الحال ..فافشاء الاسرار الزوجية اخطر سبب فشل العلاقة الزوجية
وقد وصف الحكماء من يفشي أسراره بأنه ضيق الصدر قليل الصبر قال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلسانه
ولام عليه غيره فهو أحمق!!
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السر أضيق
وقد قال حكيم: انفرد بسرك ولا تودعه حازما فيزل ولا جاهلا فيخون.
كما أن الرجال يفضلون المرأة الكتوم التي لا تفشي سرا أو تنقل كلاما قال جرير يرثي زوجته في عفافها ومحافظتها على أسرار بيتها :
كانت إذا هجر الحليل فراشها
خزن الحديث وعفت الأسرار
إن نقل أسرار أسرار البيت خارج نطاق الأسرة الزوجية يعني ازدياد اشتعال نارها واضرام نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضراما يذهب مابقي من أواصر المحبة بينهما.
وكتمان الزوجين أسرار بيتهما يعقبه السلامة وإفشاؤه يعقبه الندامة وصبرهما على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه.. فافشاء الاسرار بداية الانهيار.
وقد نقل الغزالي رحمه الله روايه عن بعض الصالحين أنه اراد طلاق زوجته فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟..فقال:العاقل لايهتك سر امرأته, فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟فقال:مالي وامرأة غيري.. فالواجب سترالمسلم ومن باب اولى ستراسرارالعلاقه الزوجيه, فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:من سترمسلما”ستره الله يوم القيامه
وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" فأرم القوم – أي سكتوا ولم يجيبوا – فقالت: إي والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون. قال: "فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقى شيطانة فغشيها والناس ينظرون".
ويؤكد علماء النفس أن ترويح الزوجة عن نفسها بالفضفضة إلى صديقاتها ونشر أسرار بيتها غالبًا ما يصنع من القلق أكثر مما يجلب من الراحة، صحيح أن الراحة قد تكون آنية وعاجلة لكن القلق حتمًا سيظهر بعد أن تنتشر هذه الأسرار وتجني الزوجة الندم والخسران، فلا أحد من الرجال يستريح لإفشاء أسرار حياته الزوجية، وقديمًا حذرت أمامة بنت الحارث ابنتها في وصيتها المشهورة قبل زواجها فقالت: "... فإن أفشيت سره فلن تأمني غدره...".
ومن أبرز أسباب إفشاء الأسرار الزوجية :
* بعض الزوجات تفضي الى الاخرين لأخذ المشورة
في بعض المشكلات والزوجة العاقلة هي التي تحفظ هذه الأسرار ولا تنقل منها إلا ما يعالج المشكلة، ولكن ليس إلى صديقاتها أو قريباتها، بل إلى من تتوسم فيهم الحكمة ليحققوا النصيحة
ويجب ألا تبادر الزوجة إلى ذلك بمجرد حدوث المشكلة وألا تفعل ذلك مع كل صغيرة وكبيرة، فما أكثر المشكلات التي لا تحتاج إلى تدخل من أحد بل مجرد حنكة وصبر في الزوجة.
وتقول إحدى الأمهات: تزوجت ابنتي منذ عشر سنوات، ما اشتكت إلي ولا إلى والدها من زوجها قط.. لم تخبرني أبدًا عن مشكلة إلا بعد حلها، غاية ما كانت تطلبه مني الدعاء حتى أنني كنت أعرف أنها تواجه مشكلة عندما تلح علي في طلب الدعاء.
فالمشكله تحصل عندما يكون احد الطرفين ثرثارا بالاسرارالزوجيه, ولهذا فإن الشريعه اجازت لأحد الطرفين ان يرفع دعوى على الآخراذا كان يفشي الاسرارالزوجيه دائما",
* ومن اسرار افشاء الاسرار ايضا عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته مما يدفعه إلى إفشائها إما بحثا عن علاج وإما تخفيفا من ألم الكتمان.

* ومنها قلة العقل والدين فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث بأي حديث قد يجلب له ضررا أو يدفع عنه خيرا والدين يردعهما عن كل قول وفعل لا يرضاه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم

وأخيرا: إن على الزوجين التواصي دائما بما فيه صالح حياتهما الزوجية ومن ذلك التواصي بحفظ أسرارهما العائلية وعدم نقلها خارج عش الزوجية لأن حفظ أسرار البيت من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية واستمرارها.
فأفشاء الاسرارفي العلاقه الزوجيه يهدد كيان الاسره ويفتك بها, وحفظ الاسرار يساهم في استقرارالاسره وسعادتها, فهذه رساله موجهه الى كل زوجين لكننا نريد أن نؤكد القول على النساء لأن أغلبهم ثرثارات.
تحياتي ياسرأبو الريش

ليست هناك تعليقات