في مصرالآن..الحوار والانتقام السياسي وجيل جوجل والعصابة القديمة - 2
الحوار القائم على الاقتناع.
من جانبها وصفت الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان ثورة "30 يونيو" بأنها انقلاب تنقصه الشرعية الانتخابية، مشيرة إلي أن هناك انقسام شعبي في الشارع المصري لم يتم إنهاؤه إلا بالحوار القائم على الاقتناع.
كما انتقدت كرمان المسيرات الشعبية التي تؤيد الحكام، موضحة أنها تفقد قوتها الإيجابية، وأن الجماهير أسندت إليها مهمة مراقبة الحكام، رافضة أن يكونوا "أبواقا يشيدون بالسلاطين ويحملون لهم المباخر"، وقالت : "هناك فرق بين مسيرات تقمعها أجهزة الأمن ويتآمر عليها قادة الجيش .. وأخرى يباركونها وتباركهم".
الانتقام السياسي والازدواجية
و قالت أيضا من خلال تدوينات لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "النيابة العامة في مصر تتهم الإخوان بقتل أنفسهم في مجزرة الحرس الجمهوري ، ذكرتني النيابة الموقرة بإعلام المخلوع علي صالح حين اتهم شباب الثورة اليمنية بقتل شهداء مجزرة الكرامة التي راح ضحيتها عدد مماثل من شباب الثورة بساحة التغيير بصنعاء شهداء وجرحى ، لو أن قادة الانقلاب في مصر موقوفون على ذمة التحقيق في مجزرة الحرس الجمهوري لقلنا أن إجراءات التحقيق والمحاكمة تأخذ مجراها في بلد عرف عنه عراقة القضاء، لو أن هناك موقوفون على ذمة اعتداءات أخرى تعرضت لها مسيراتهم وراح ضحيتها شهداء وجرحى ولو أن هناك موقوفون على ذمة حرق مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة من قبل 30يونيو ومن بعد ، لو أن كل ذلك حدث لقلنا عن إجراءات التحقيق مع قيادات الإخوان وشركائهم إجراءات قضائية يتم اتخاذها باستقلال ونزاهة وحياد دون تمييز، ولما قلنا أن الانتقام السياسي ضد الإخوان في مصر يعبر عن نفسه بأبشع صوره ..!!".
مشكلة خاصة مع الإخوان
يرى محللون أن الأردن تنفس الصعداء إثر "سقوط حكم الإخوان" في مصر بعد أن عزل الجيش للرئيس مرسي، والذي يرجح أن ينعكس على نفوذ وطموحات الحركة الإسلامية المعارضة في المملكة والتي تقود حراكا يطالب بإصلاح شامل
ويقول مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأردن كان من بين ثلاث دول هي الأسرع والأوضح في التعبير عن ترحيبها بالإطاحة بمرسي، إلى جانب السعودية والإمارات، لاعتبار أن كل دولة من هذه الدول لديها مشكلة خاصة مع الإخوان المسلمين فيها ومع الجماعة في الإقليم برمته".
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن أبو هنية، المختص في شؤون الجماعات الإسلامية أن "ما يترتب على أوضاع الجماعة في مصر ينعكس على الأوضاع في الأردن بالتأكيد". وأضاف أن "الأردن يتمنى أن تنتهي الأمور إلى نهاية جماعة الإخوان في مصر وبالتالي يتخلص من حركة معارضة أولى وكبرى في المملكة.
قالت "بريانكا موتابارثي" الباحثة بقسم حقوق الطفل في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أنه منذ بداية ثورة يناير 2011 كان إصلاح القوات الأمنية المصرية - المعروفة بممارستها التعذيب والتفريق الوحشي للمظاهرات السلمية – كان مطلبًا رئيسيًا للمتظاهرين، ولكن منذ ذلك التوقيت لم يحدث أي إصلاحات لهذه القوات من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو الرئيس المعزول محمد مرسي.
أوضحت بريانكا، في مقالة نشرها موقع المنظمة، أن القوات المسلحة ذاتها كانت مسئولة عن ارتكاب العنف أثناء الفترة الانتقالية، وأن مصر تنزلق الآن مجددًا نحو العنف.
وزعمت الباحثة أنه في كل حالة من الحالات، تصرفت قوات الشرطة والجيش بطريقة حزبية، وذلك باستخدام ما يبدو أنه قوة لا مبرر له إلى حد كبير ضد أنصار الإخوان ومعظمهم غير مسلحين في الاعتصامات، وفي المقابل لا تفعل شيئًا يُذكر للتدخل، عندما تشتبك معسكرات المعارضة بطريقة عنيفة.
من ناحيتها نشرت صحيفة الجارديان مقالًا تحليليًا عن الإطاحة بمرسي، وتساؤلات عن مصير الإسلاميين، وقدرتهم على تولى مقاليد الحكم في دول أخرى
وهل الانقلاب على رئيس منتخب في أكبر دولة عربية، بغض النظر عن عدم تمتعه بالشعبية أو الكفاءة، يعني أن الآخرين في دول أخرى يمكنهم تجاهل صناديق الانتخاب واللجوء إلى العنف؟
وتقول الجارديان إن الرئيس السوري بشار الأسد حريص على إظهار معارضيه في صورة الجهاديين المتشددين، وقد رحب بإطاحة مرسي من الحكم مثلما فعلت السعودية، وهو اتفاق نادر بين الطرفين علمًا بأن السعودية تمول وتؤيد المعارضين للأسد.
اسباب استراتيجية
وترى الجارديان أن موقف السعودية بعد إطاحة مرسي يعود إلى أسباب استراتيجية وسياسية عدة، فهي تريد مصر أن تتصدى للمد والنفوذ الإيراني، وتظل إلى جانب الولايات المتحدة.
كما أن هناك دافعًا آخر وهو انزعاجها من الجارة قطر التي لعبت دورًا قويًا في مصر، ودعمت مرسي خلال توليه السلطة، بل واستخدمت قناة الجزيرة للتهليل له.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: "إن هزيمة الإخوان المسلمين تثير المخاوف من صعود الإسلاميين المتشددين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية، أو فكرة صناديق الانتخابات".
تركيا سنستمر على هذا النهج
ولم تكن تركيا بعيدة عما يحدث في مصر حيث قال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، إن بلاده كانت تتمنى أن تنهال المساعدات المالية على مصر وقت أن كان محمد مرسي الذي جاء بانتخابات حرة ونزيهة رئيس لها، وهو ما كان سيساعد في حل الكثير من المشكلات في بلاده قبل أن يمضي عام واحد على حكمه
وتابع: «نحن دائماً وأبداً نقف بجوار الإخوة المصريين، وسنستمر على هذا النهج»، لافتًا إلى أن المساعدات التي تنهال على مصر حالياً.
وأشار إلى أن تركيا بذلت ما في وسعها لمساعدة مصر في السابق، موضحًا أن أكبر مساعدة ينبغي تقديمها لمصر حالياً هي تشكيل سلطة منتخبة تستمد مشروعيتها من الشعب.
وأوضح أن أي سلطة لا تستمد مشروعيتها من الشعب لا يمكن أن تحقق شيئاً، مهما كان حجم المساعدات الاقتصادية المقدمة إليها كبيراً، لأن المساعدات الاقتصادية وحدها لا تكفي، بحسب قوله.
وأعرب الوزير عن أمله في أن تتخطى مصر تلك المرحلة التي وصفها بالحرجة والدقيقة، وأن تعود الحياة الديمقراطية التي يحلم بها الشعب المصري على مدار عقود.
أ.ش.أ، أ.ف.ب، الأناضول،المصري اليوم، ومصادر اخرى
التعليقات على الموضوع