اعلان بالهيدر

نظرات أدبية في رواية نفسية



حينما امسكت برواية الراحلة للدكتورالكويتي بشير الرشيدي خبير التنمية البشرية وجدت انها صراع بين معنى الحب عند رجل ارتشف حلاوة الحب ومعناه عند إمرأة تجرعت مرارة الحب. ويصور الصراع النفسي الداخلي بين حب المال والحرص عليه وبين مسئولية جمعه وإنفاقه.
ويقول على لسان بطلة الرواية أن المرأة تستطيع أن تفعل ما تشاء بحياتها لكنها دائما تحتاج إلى حنان الرجل وحبه.
وصورت الرواية البطلة أنها كتلة من التشرد الذهني والضياع النفسي بإسم الحرية.
ويطرح سؤالا هل الحياة تستحق ان يعيشها الانسان اذا كانت لديه مشاكل فيها او كان يعاني وذلك من خلال شخصية مسعود الرجل الذي تعدي الخمسن من عمره وافاق من غيبوبته ومارس حياته وأحب و قرر أن يعيش حياة طيبة، مريحة، متفاعلة، منتجة، مقبل غير مدبر، تاركا أثري فيها.
فهو يعرف الحياة بأنها هي عمرك الذي تملكه وتتحكم به، وهي العطية التي منحها الله لك من دون الناس، وأعطاك الإختيار أن تحياها كما تشاء، فمن الناس من يختار أن يجعلها رحلة لطيفة، ومن الناس من يختار أن يجعلها رحلة سخيفة. فكل شيء فيها من إختيار الإنسان.
أما عن الدنيا ماذا تعني بها؟
الدنيا هي كل المحيط بك، ويجب على الإنسان ألا يحرق نفسه وتذهب حسرات على الدنيا سواء أقبلت أو أدبرت، وسواء كانت الدنيا زوجة أو ولد أو تجارة أو مال أو غير ذلك، فالحياة هي الأولوية عند الإنسان وليست الدنيا. ويؤكد انه يجب على الانسان ان يفعل ولا ينفعل .فالصمت بالنسبة لها فسحة للتفكيرويؤكد أن الإنسان الحساس محروم من التمتع بالحياة الندية. ولهذا فمن ضبط إحساسه تمتع بحياته ومن سيطر عليه إحساسه دمر حياته.

فنحن صناعة إختياراتنا حسب الزمان الذي نعيش فيه، وإذا أردنا أن نغير من تلك الإختيارات، كان ذلك في مقدورنا.
كل شيء في وجود الإنسان من إختياراته، على سبيل المثال لو كان الإنسان منحرفا في حياته، وأراد أن يتحول إلى إنسان مستقيم فإن ذلك من إختياراته.فالخسارة تكون في القرار الذي يتخذه الإنسان عند إجراء صفقة معينة، تكون حساباته ملوثة بإنفعالاته أو بإندفاعاته نحو الربح الكبير، فتعمي بصيرته عن معرفة سلبيات صفقته فيخسر.
فالإنسان الهوائي كالريشه في مهب الريح.
فالرواية في مجملها تعالج أكثر من قضية نفسية بطريقة أدبية بعيدا عن التعقيد.
نشرت في جريدة البلاد السعودية اضغط هنا

ياسر ابو الريش

هناك تعليقان (2)

Unknown يقول...

مقالة جميلة أستاذ ياسر كما عودتنا دائما....والدنيا تكون مرنة على من يعرف كيف يستغلها ويسايرها يمضي منها تاركا أثرا جميلا واجمل ما يزينها هو الحب ان توفر يخفف آلامها ويساعد بالمضي للأمام رغم الصعوبات.

ياسر ابو عمار يقول...

اكرمك الله استاذة نسيم وأعزك .. اشكر إطرائك اختنا ولكن الحب هو النهر الذي اذا شربنا منه مرة نسكن بجوار النهر طول العمر إلى ان يتغير طعمة او يجف.
ياسر