اعلان بالهيدر

وأسدل الستار بخروج آمن


انهي الرئيس علي عبد الله صالح 33 عاما قضاها في حكم اليمن إثر ثورة شعبية أجبرته عن التنازل عن الحكم.
فبعد أن اندلعت الاحتجاجات بدأ الرئيس صالح، بتقديم التنازلات للمعارضة وأعلن أنه لن يورث الحكم لنجله العميد أحمد صالح قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وأنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة ولن يُصّفر العداد، حسب المصطلح الدارج في الشارع اليمني، حينها.
إلا أن تلك التنازلات لم ترضى الشارع اليمني مطالبين صالح بالتنحي وظلت الساحة السياسية تشهد كرا وفر بين المعارضة والنظام، وبدأ بعض رموز النظام ينشقون عنه، وأنضم زعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية من حيث النفوذ والتي ينتمي إليها صالح نفسه، إلى الثورة وهو ما اوقع الكثير من المواجهات المسلحة بين الموالين لصالح والقبليين من أنصار الأحمر
وتطورت الأحداث سريعا بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس صالح في الـ3 من يونيو ورغم أن الاتهام لم يوجه رسميا لجهة معينة، فإن أصابع الاتهام أشارت إلى خصومه في الجيش المنشق، واضطر الرئيس اليمني إلى الخروج للعلاج في الرياض.
وفي الرياض وقع صالح في الـ23 من نوفمبر، على المبادرة الخليجية التي رفضها من مرة أكثر وتحت ضغوط دول مجلس التعاون الخليجي والغرب وافق صالح على المبادرة التي تنص على أن ينقل صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي وأن يبقى هو رئيسا (فخريا)، ونصت تلك المبادرة على أن يعطى حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية هو وعدد من أركان نظامه، وهو الأمر الذي رفضته ساحات الاعتصام التي تطالب برحيل نظامه.
توقيع صالح على المبادرة سمح بتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة المعارض البارز محمد سالم باسندوة،يتقاسمها المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، كما اقر مجلس النواب اليمن قانونا يمنح الحصانة الكاملة للرئيس علي عبد الله صالح وزكي نائبه عبد ربه منصور هادي مرشحا توافقيا للانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها في 21 فبراير المقبل، وذلك في خطوة تعد بمثابة ضوء لهذا الاستحقاق الأساسي في اتفاق انتقال السلطة.
في 22 يناير أعلن الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، أنه سيغادر إلى الولايات المتحدة لتلقى العلاج وطلب من مواطنيه العفو والسماح، وذلك في كلمة وداع نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
مستقبل اليمن وضع الآن بين كفي أبنائها إلا أن المخاوف ما زالت قائمة من فشل حكومة الوفاق الوطني بسبب خلافات بين شريكي الحكم حاليا، المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب «اللقاء المشترك» ، خاصة وأن البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية مبكرة، وأسدل الستار على حقبة سياسية مهمة من تاريخه وهي فترة حكم الرئيس علي عبد الله صالح التي امتدت لأكثر من 33 عاما.

ليست هناك تعليقات