الطاولة لم يجلس أحد عليها

بعد أن انتهت أخر جولة من المفاوضات الاستكشافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان بحثا عن إمكانية تحريك مفاوضات السلام، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في دافوس عن أسفه لكون عملية السلام في الشرق الأوسط لم تكن يوما في وضع مؤسف إلى هذا الحد منذ عشرين سنة مشيرا إلى أنها تحتاج إلى مساعدة خارجية لتحريكها، ورأى فياض أن النتيجة المباشرة للربيع العربي هي تهميش القضية الفلسطينية بشكل واضح، وأضاف فياض أنه قد تمضي سنوات قبل أن تستعيد المنطقة توازنا أفضل.
المهلة التي حددتها اللجنة الرباعية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإعادة إطلاق مفاوضات السلام، قد انتهت غير أن خمس جلسات عقدت في عمان لاستكشاف فرص استئناف تلك المفاوضات، فشلت أيضا في اتفاق الجانبين على أرضية مشتركة تعيدهما إلى طاولة المفاوضات.
النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي أشارت أن لقاءات عمان انتهت، وأن القيادة الفلسطينية ستقرر الخطوات المقبلة بالتنسيق مع الدول العربية، فيما وصف مستشار الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة المرحلة الراهنة بأنها مخصصة لتقييم لقاءات عمان تمهيدا لاتخاذ الخطوات التالية.
وخلال جلسة النقاش نفسها، اعتبر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز المقتنع بأن الحل بات في متناول اليد، أنه من الأفضل على العكس أن تبقى الدول الكبرى بعيدة وتترك الطرفين يتوصلان إلى إجراء مفاوضات مباشرة واعتبر بيريز أن الفجوة بين الطرفين تقلصت بشكل كبير وأنه لا يوجد للطرفان بديل جدي عن صنع السلام.
في غضون ذلك دعت الولايات المتحدة إلى استئناف سريع للمحادثات بين الطرفين، مؤكدة أن الطرفين تمكنا خلال لقاءات عمان من تبادل وجهات النظر حيال مواقفهم المتبادلة، وأعلنت واشنطن على لسان متحدثتها فيكتوريا نولاند أنه من حق الجانبان بحاجة لبعض الوقت للاستراحة والتفكير، متمنية ألا تطول تلك الفترة.
وفيما تبادل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات بالمسؤولية عن عدم تحقيق أي تقدم في لقاءات عمان، أشارت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن المحادثات غير الرسمية بين الجانبين لم تصطدم بعد بحائط مسدود، وأن النوايا الصادقة كفيلة بمواصلتها.
التعليقات على الموضوع