اعلان بالهيدر

المحطة الثالثة لم تكن سلمية


أحداثًا ملتهبة واستثنائية شهدها عام 2011مثلت مفترق طرق بالنسبة للكثير من مثلت مفترق طرق بالنسبة للكثير من البلدان وخاصة العربية، أهمها انطلاقة موجة الربيع العربي والتي كانت بداية لتحولات سياسية حادة، وكانت ليبيا هي المحطة الثالثة من محطات الربيع العربي بعد المحطة التونسية ورديفتها المصرية.
ولم تكن بداية الثورة الليبية في السابع عشر من فبراير 2011، إنما هي المحاولة الأخيرة التي فجر فيها الشعب الليبي مكامن الغضب لديه، بعد اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم فتحي تربل في مدينة بنغازي فخرج أهالي الضحايا ومناصريهم لتخليصه لعدم وجود سبب لاعتقاله.
الشعب الليبي الذي كان ينتفض في كل مناسبة منذ تسلم العقيد معمر القذافي الحكم في الأول من سبتمبر عام تسعة وستين، بدأ ثورته سلمية لكنها تحولت إلى نزاع مسلح، وتواصل العنف، وسيطر المتظاهرون على مدينة بنغازي في 20 فبراير، وظهر نجل القذافي، سيف الإسلام محذراً انجرار البلاد إلى حرب أهلية، وفي 22 فبراير ظهر القذافي لأول مرة منذ اندلاع الثورة لنفي شائعات فراره، وقرر القتال حتى اللحظة الأخيرة ولكن سرعان ما تطورت الأمور سريعا، وسقطت عدد من المدن الليبية في أيدي المتظاهرين وسقط النظام سياسيا وأعلنت المعارضة عن تأسيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي تزامن ذلك مع إعلان 6 سفراء لليبيا في دول بريطانيا وبولندا والصين والهند وإندونيسيا وبنغلادش استقالتهم دفعة واحدة.
وفي 17 مارس وافق مجلس الأمن الدولي على القرار 1970الذي يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا واتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين، وبدأ نظام القذافي ينهار خاصة بعد أصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام وزوج شقيقته عبد الله السنوسي لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
وفي 30 أبريل قتل سيف العرب القذافي في غارة جوية للناتو على باب العزيزية، ووسط عمليات الكر والفر بين الثوار وكتائب القذافى كانت اللحظة الفارقة هي سقوط طرابلس معقل النظام في الحادي والعشرين من شهر أغسطس، ليعلن سقوط النظام رسميا، وفى العشرين من أكتوبر ألقى الثوار القبض على القذافي مختبئا في نفق صغير في مدينة سرت ليقتلوه هو وولده المعتصم لتبدأ ليبيا حقبة جديدة، باختيار حكومة مؤقتة ضمت 24 حقيبة من بينهم عدد من مسئولي الثوار برئاسة عبد الرحمن الكيب.

ليست هناك تعليقات