اعلان بالهيدر

ياسر أبوالريش يكتب: إسرائيل في مواجهة الدول العربية.. علميا


لماذا تعجز البلدان العربية عن بناء مجتمعات متطورة علمياً وتقنياً رغم وجود الجامعات والموارد ومراكز البحث؟ سؤال يطرح نفسه في ظل ما تعيشه الدول العربية من تردي واضح.
يؤكد تقرير لمنظمة اليونسكو أنه رغم الثروة التي تتمتع بها الدول العربية، إلا أنها تفتقر إلى قاعدة متينة في مجال العلوم والتكنولوجيا، كما أن كفاءة نظمها التعليمية وخاصة التعليم العالي لا يزال ضعيفاً بالمقارنة بغيرها.
بالمقابل نجد جامعات الكيان الصهيوني تعتمد على قاعدة راسخة وثابتة في البحث العلمي، كما أنها لا تعتمد فقط على عملية التدريس، بل تمنح قسطاً وافراً من تركيزها على البحوث العلمية، وترصد الميزانيات الضخمة لها.
كما أن مخصصات البحث العلمي في إسرائيل تزداد عاماً بعد آخر، وتتضاعف كل ثلاث سنوات، وتتجاوز نسبتها في بعض الأحيان 4٪ من إجمالي الناتج القومي، وهو ضعف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي والتطوير، وتحتل إسرائيل بذلك المرتبة الأولى عالمياً من حيث نصيب الفرد من الإنفاق على البحث العلمي.
كما تحتل إسرائيل المركز الخامس عالمياً من حيث الإنفاق على التعليم بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي بإنفاق يبلغ 8.3%، كما يساهم القطاع الخاص بنسبة 74% من الموارد المخصصة للبحث العلمي، 
وكشفت دراسة حديثة أن حوالي 70 ألف من خريجي الجامعات العرب يهاجرون سنوياً للبحث عن فرص عمل في الخارج، وأن نسبة 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج على نفقة دولهم لا يعودون إلى أوطانهم بعد انتهاء سنوات دراستهم.
وأرجعت الدراسة هجرة العقول العربية إلى الفساد السياسي الذي صنع مناخاً طارداً للكفاءات، والفساد الاقتصادي الذي حرمهم من مناخ متكافئ، إضافة إلى انعدام الدعم الحكومي لهم.
وتشير الإحصاءات إلى أن معدل ما ينتجه الباحث في الجامعات العربية لا يتجاوز نصف في المئة في العام، أي خمس بحوث لكل عشرة من أعضاء الهيئة التدريسية، فيما تحتل إسرائيل المرتبة الخامسة عشر على العالم من جهة أبحاثها المنشورة في العلوم البحتة والتطبيقية.
كما أن إسرائيل سافر منها وحضر إليها نحو ألف باحث خلال خمس سنوات، كما يعقد كل سنة نحو خمسة عشر ندوة مشتركة، مع وجود نحو خمسين برنامجا بحثيا مشتركا بين علماء إسرائيليين وآخرين من الخارج، وفي الدول العربية حدث ولا حرج.

ليست هناك تعليقات