اعلان بالهيدر

خطوة لانفراج الأزمة أم أزمة جديدة


في لحظة تاريخية، سجلها التاريخ عقدت المعارضة السورية مؤتمراً تشاورياً لبحث سبل الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد حاليا.
وعلى عجالة من أمرها، رتبت المعارضة أوراقها، وتعهدت خلال اجتماعها الأول بدمشق، بـدعم الانتفاضة الشعبية السلمية التي تريد الانتقال إلى الديمقراطية، مطالبين في الوقت نفسه بـإنهاء الخيار الأمني.
وأعرب المشاركون في وثيقة أسموها عهد عن رفضهم اللجوء إلى الخيار الأمني لحل الأزمة السياسية التي تعاني منها سوريا، وأكدوا إدانتهم لأي خطاب وسلوك يفرق بين السوريين على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي. كما أعلنوا رفض أي دعوة للتدويل أو التدخل الخارجي في شؤون سوريا، داعين إلى تغليب مصلحة الوطن وحرية المواطن على كل مصلحة أخرى.
بالمقابل أدانت لجان التنسيق المحلية للثورة في سوريا اجتماع المعارضة، مؤكدة أن أي اجتماع للمعارضة لابد وأن يعكس مطالب الشارع وهي ضمان الانتقال إلى سورية ديمقراطية.
بعض المحللين يرون أن هذا الاجتماع هو محاولة للتغطية على صورة العنف المنتهجة من قبل النظام، ومحاولة لكسب الوقت وامتصاص نقمة المجتمع من جهة، ودفع بعض الفئات الصامتة لمزيد من التحييد من جهة أخرى.والدليل على ذلك هو أن عدة مناطق من سوريا شهدت تظاهرات احتجاجاً على المؤتمر التشاوري.فيما محللون آخرون أن الاجتماع لم يكن تحت ظل النظام السوري وما يؤكد ذلك هو أنه تم طرد بعض مراسلي وسائل الإعلام الرسمية السورية.
اجتماع المعارضة تزامن مع تحديد السلطات السورية العاشر من يوليو موعداً لإجراء مشاورات مع عدد من المعارضين والمثقفين.والذي يعمل على وضع أسس الحوار وآلياته تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني.
أثار الحراك السياسي الذي شهدته دمشق ترحيباً أميركياً وبريطانياً. ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، الاجتماع بأنه حدث مهم، مشيرةً إلى أنه الاجتماع الأول من نوعه منذ عقود.
بدوره دعا مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني كابو النظام السوري إلى إعطاء كل فرصة لإنجاح المؤتمر التاريخي للمعارضة السورية الذي انعقد في دمشق.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل هذه خطوة لانفراج الأزمة السورية أم أنها بداية لأزمة جديدة.
ياسر ابو الريش

ليست هناك تعليقات