قيادة لا تملك رؤية واحدة

بعد إعلان انفصال جنوب السودان رسميا بحضور العديد من الشخصيات السياسية من ثلاثين دولة أفريقية، بدأ اليوم الأول من الانفصال عمليا على واقع جديد يفرض نفسه استنادا إلى نتائج استفتاء حق المصير الذي أجرى مطلع العام الجاري بناء على اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام 2005.
الدولة الجديدة تواجه العديد من المشاكل وأهمها افتقادها إلى المؤسسات والمرافق الحكومية القادرة على تسيير شؤون المنطقة، في حين أكدت مصادر أنه ليس صحيحا أن دولة الجنوب ستبدأ من الصفر، فقد تم بناء القواعد الأساسية لقيام حكومة فاعلة منذ توقيع اتفاق السلام عام 2005 الذي جعل الانفصال ممكنا. وأكدت المصادر أن تأسيس الأمة سيكون محفوفا بالمخاطر والمشاكل الضخمة.
فرحة الانفصال طغت على تحديات وأعباء المرحلة القادمة فالدولة الجديدة تعاني من الفقر الشديد، ومن أعلى معدل وفيات للأمهات في العالم وأحد أدنى معدلات الالتحاق بالمدارس الابتدائية.
وفي الوقت الذي وصف فيه الرئيس الامريكى باراك اوباما استقلال جنوب السودان بالفجر الجديد الذي جاء ليبدد ظلام الحرب.أكد المحللون أن قضايا صعبة وشائكة لم تحسم بعد فالطرفين يتنازعان للسيطرة على منطقة آبيي الغنية بالنفط، خاصة أنه لم يتقرر تقسيم عائداتها النفطية الوفيرة بطريقة مُرضية بين الجنوب الذي يملك النفط والشمال الذي توجد به خطوط الأنابيب التي تنقل النفط إلى الأسواق.
بموازاة ذلك أشار القنصل الأميركي في جوبا باري ووكلي أن حكومة الجنوب على الرغم من أنها لديها لجنة لمكافحة الفساد، فإنها تفتقر إلى ادعاء عام يملك القوة.
بالمقابل أكد المتابعون للوضع أن ما كان يوحد قيادة الجنوبيين هو المعركة ضد الشمال، لكن هذه القيادة لا تملك رؤية واحدة للأمة.
بالرغم من أن الخرطوم أول من اعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من وقوع الانفصال، لكن هذا الاعتراف لم يبدد المخاوف من وقوع توتر بين الطرفين لاسيما وأن الشمال والجنوب لم يوقعا حتى الآن أي اتفاقات رسمية بشأن ترسيم الحدود وقضايا آبيي وعائدات النفط، وبات على جنوب السودان أن يثبت للعالم انه بحق بلد قابل للحياة.
ياسر ابو الريش
تابع الملف السوداني من بدايته هنا
التعليقات على الموضوع